شمسان: اليمن أسقط الردع الأمريكي في البحر الأحمر وفرض معادلة جديدة للقوة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
17 نوفمبر 2025مـ –26 جماد الاول 1447هـ
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد مجيب شمسان أن ما كشفته التقارير الأمريكية الأخيرة، وعلى رأسها تقارير رابطة مشاة البحرية الأمريكية، يعد اعترافاً مغلَّفاً بالهزيمة التي مُنيت بها واشنطن في البحر الأحمر أمام القدرات اليمنية، مشيراً إلى أن واشنطن تُجزِّئ اعترافها بالهزيمة وتعمل على تغليف الوقائع بهدف صون ما تبقى من صورتها العسكرية.
وفي حديثه لقناة المسيرة، قال العميد شمسان: “الولايات المتحدة، التي قدّمت نفسها لعقود كقائد ومرجع عالمي في التكتيكات العسكرية، وجدت نفسها اليوم أمام صدمة عملياتية غير مسبوقة، بعدما واجهت خصماً يمتلك إمكانيات غير متماثلة، لكنه يتمتع بمرونة عالية وابتكار في استخدام الوسائل القتالية منخفضة الكلفة ذات التأثير الاستراتيجي.”
لافتاً إلى أن ما حدث في البحر الأحمر من إخفاق تكتيكي مثّل سقوطاً كاملاً لمرتكزات الردع الأمريكي التي اعتمدت عليها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية، خصوصاً نظرية “الردع البعيد” التي كانت تفترض قدرة أمريكية مطلقة على مراقبة المجال البحري والجوي واعتراض أي تهديد قبل وصوله إلى مصالحها.
وأشار شمسان إلى أن الأمريكيين واجهوا فشلاً استخبارياً واسعاً في رصد التحركات اليمنية، حيث استمرت الهجمات لساعات طويلة دون قدرة الولايات المتحدة على منعها أو توقع مساراتها، وهو ما كشف هشاشة المنظومات الأمريكية المعتمدة على الأقمار الصناعية والرادارات والطائرات المتقدمة.
وأوضح أن المنظومات الدفاعية الأمريكية فشلت في حماية حاملات الطائرات والمدمرات والسفن التي خرقت قرار الحظر اليمني، ما أدى إلى انهيار معادلة هرم الكلفة.
وتطرّق إلى أن القوات اليمنية هزمت القوات الأمريكية في ميدان الاشتباك وحرمَتها من القدرة على التأثير في مجريات العمليات، معتبراً هذا النوع من الفشل الأخطر عسكرياً، كونه أسهم في خروج أدوات القوة الأمريكية من الحسابات الفعلية للمعركة.
وأكد أن اليمن، رغم عدم امتلاكه سلاح بحرية أو سلاح جو تقليدي، استطاع أن يفرض حصاراً بحرياً كاملاً على الكيان الصهيوني من البر، وأن يخوض معارك بحرية ضارية مع أقوى القطع العسكرية الأمريكية دون أن تفلح واشنطن في كسر قرار صنعاء أو حماية سفنها، مؤكداً أن هذا التحول سيترك تداعيات استراتيجية بعيدة المدى على شكل القوة في القرن الحالي.
وأفاد بأن التجربة اليمنية أثبتت أن الأسلحة الذكية منخفضة الكلفة قادرة على تحييد البنى الثقيلة، وأن حاملات الطائرات تحوّلت من رمز قوة إلى عبء استراتيجي في مواجهة تكتيكات عدم التماثل.
منوهاً بأن ما جرى في البحر الأحمر شكّل تحولاً محورياً في الفكر العسكري الدولي، وأن القوى العالمية، بما فيها الصين وروسيا، تراقب بدقة النموذج اليمني الذي أثبت قدرته على صناعة معادلة ردع جديدة مفادها أن الإرادة والابتكار يفوقان التكنولوجيا حين تتوافر العقيدة القتالية والقيادة الواعية.
