الجهاد.. ودماء الشهداء: وقود الثورة لتحرير الأمة وتثبيت ركائزها
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
16 نوفمبر 2025مـ –25 جماد الاول 1447هـ
بقلم / آلاء غالب الحمزي
الجهاد، البذل، الفداء، التضحية، هي ليست عناوين يرددها الإنسان، بل هي أسس وقواعد يتحرك وينطلق منها مَن يعي عظمة هذه العناوين.
فالجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى بمفهومه الصحيح القرآني، البعيد عن التحريف والتزييف والتشوية كما يقدمه البعض من أعداء دين الله تعالى، وأعداء البشرية جمعاء، فالعنوان الأول والشامل والأساس هي الانطلاقة في سبيل الله سبحانه وتعالى.
الانطلاقة من أجل الدين، والدفاع عن المقدسات، ورفع راية الحق هي المبتغى والأساس؛ لأنه عندما يسلم الدين، تسلم الأشياء كلها، وهذا ما قدمه لنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب_عليه السلام_ عندما أخبره النبي صلوات الله عليه وآله _(أن لحيته ستخظب من دم رأسه) فكان همه الأول متجليًا في جوابه _ رضوان الله عليه: “أفي سلامةٍ من ديني يا رسول الله؟” فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم”نعم”، فلم يبالي عليه السلام بحياته مادام هناك سلامة دينه!.
فسلامة الدين تعني: سلامة الإيمان، وسلامة العقيدة، سلامة الأعراض، والممتلكات، والأرواح، والدماء، وكل شيء؛ لأن دين الله فيه السلامة والوقاية، بل والحماية.
ولأنه بطبيعة الحال، وبطبيعة الصراع، يوجد باطل، ويوجد محتلون وشذاذ الآفاق، من يطمعون في نهب الأرض والثروات والمقدرات، وصولًا إلى انتهاك الأعراض والمقدسات؛ فكان لابد من الجهاد والوقوف بوجه هذا الطغيان، وبوجه الاستكبار.
فمثل الجهاد والتحرك في سبيل الله الحل لهذه الأمة؛ للخروج من حالة الذلة، والخنوع، والجمود، والسكوت، إلى حالة العزة، والشموخ، والتحرك، والموقف.
وهي سنة إلهية منذ خلق الله العظيم هذا الوجود إلى أن تقوم الساعة؛ أنه لن تنتصر أمة، ولن تقوم هامة شعب مالم ترفع راية الجهاد، ويكون لديها الاستعداد العالي للتضحية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
فالمجاهدون ودماء الشهداء تمثل وقود الثورة، وبهم وبعد تأييد الله تعالى لهم تنتصر الأمة، وتحرر من كل القيود التي يريد أن يفرضها الطاغوت، وتثبيت دعائم ركائزها، منهجها، قيادتها، ودعائم استقرارها، وسيادتها، وحريتها، واستقلالها.
والأحداث والشواهد تشهد بأنه فعلًا في كل مراحل البشرية، لن يرتقي شعب، ولم تقم أي حضارة، ولم يتحقق أمن، وأي تقدم مالم يكن هناك شهداء، مالم تكن هناك تضحية.
ولم يندحر أي طاغوت، ومستكبر، ومجرم، مالم يكن هناك من يردعه، ويقف بوجه.
وها نحن اليوم نخوض أشرس معركة، مع الطاغوت المستكبر المجرم، العدو الصهيوني ومعه الأمريكي في كل المجالات، وصولًا للمعركة العسكرية، فحمل ثقافة الجهاد، وثقافة الشهادة والاستشهاد، كفيلة بفك القيود وتحرير الأمة، وهذا ما أثبته الواقع بالمجاهدين والشهداء، فالطاغوت اليوم يتهاوى ويضعف ويندحر؛ فدماء الشهداء هي الطوفان التي ستجرف عروشه وكل مقدراته وتجعله يغرق في مستنقع إجرامه، وبتحرك الصادقين من أبناء هذه الأمة الأحرار والأوفياء والمخلصين لدماء الشهداء، سيواصلون ما بدأه الشهداء، ويكملوا مسيرة البذل والعطاء، والجهاد والحرية.
