الخبر وما وراء الخبر

ما الذي يحاك للبحر الأحمر ومن المستهدف الأول؟

5

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

15 نوفمبر 2025مـ –24 جماد الاول 1447هـ

يشهد البحر الأحمر اليوم حالة من التعقيد الاستراتيجي غير المسبوقة، إذ تتقاطع المصالح الإقليمية مع النفوذ الدولي لتتحول الممرات البحرية الحيوية إلى ساحة صراع محوري بين القوى الكبرى.

ما كان يُعد شريانًا تجاريًا يربط الشرق بالغرب أصبح اليوم ساحة تنافسية، تتداخل فيها الاعتبارات الاقتصادية مع الأمن العسكري والسياسي، وسط تصاعد الاهتمام العالمي بسيطرة القوى الكبرى على مضيق باب المندب وقناة السويس ومنافذ بحرية أخرى.

وتتزايد الأطماع الأمريكية والصهيونية والغربية في البحر الأحمر، خاصة بعد الموقف اليمني الأخير الداعم لغزة، والذي شكّل ضغطًا على قوى الاستكبار العالمي، أمريكا وإسرائيل، وحوّل البحر الأحمر إلى محور حساس في المعادلات الاستراتيجية.

وفي هذا السياق، تسعى القوى الدولية لاستثمار الاضطرابات الإقليمية عبر الدفع نحو إنشاء قواعد عسكرية وتثبيت موطئ قدم دائم يضمن لها النفوذ في البحر الأحمر، في وقت تؤكد فيه الدول العربية المطلة على الممر، وفي مقدمتها اليمن، ضرورة حماية الممرات البحرية من أي تدخلات خارجية تُهدِّد الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي.

وفي خضم هذا التصاعد، يحذّر الرئيس الإرتيري من محاولات إنشاء قواعد أجنبية في الجزر اليمنية أو التدخل المباشر تحت ذريعة حماية الملاحة، مشدّدًا على أن مثل هذه التحركات لا تُعزّز الأمن، بل تزيد من تعقيد المشهد وتفاقم حالة التوتر.

ويرى أن جزءًا كبيرًا من عدم الاستقرار في اليمن يعود إلى سعي القوى العالمية لترسيخ وجودها العسكري في البحر الأحمر، الأمر الذي يحوّل المنطقة إلى مسرح مفتوح للصراعات الدولية بدل أن تكون ممراً آمناً للتجارة العالمية.

ويبرز الخبراء أهمية البحر الأحمر كأحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث تمر عبره نحو 30٪ من التجارة البحرية العالمية، وتشكل الصادرات النفطية السعودية جزءًا كبيرًا من هذا التدفق الحيوي للطاقة.

ويشير رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية، جمال زهران، إلى أن المنطقة تشهد تحركات دولية مكثفة، من الولايات المتحدة إلى روسيا وإسرائيل وتركيا، في محاولة لتأمين مصالحها، مبينًا أهمية البحر الأحمر كحلقة وصل استراتيجية تربط الشرق بالغرب عبر مضيق باب المندب وقناة السويس، مع وجود منافسة دولية شرسة للسيطرة على الممرات البحرية.

ويضيف: “إن التجارة العالمية تمر بنسبة كبيرة عبر البحر الأحمر، حيث تعتمد الهند والصين على هذا الممر بشكل كبير لتصدير وارداتها ووارداتها، فيما تصدر السعودية ملايين البراميل من النفط عبر أنابيب شرق-غرب إلى ينبع، ما يجعل أي تهديد أمني للممر تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الإقليمي والعالمي.”