الخبر وما وراء الخبر

السعودية تلعب بالنار .. عواقب التورط في المغامرة الأمريكية الصهيونية ضد اليمن

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

15 نوفمبر 2025مـ –24 جماد الاول 1447هـ

تُظهر المؤشرات العسكرية والاستراتيجية أن كيان العدو الإسرائيلي، ومعه أمريكا، لا يتجهان نحو خيار السلام في المنطقة، بل يستغلان مرحلة خفض التصعيد في قطاع غزة كفترة لإعادة ترتيب الأولويات والتحضير لجولة جديدة من العمليات العدوانية، وخصوصاً باتجاه اليمن.

وتأتي تصريحات مجرم الحرب نتنياهو الأخيرة وتهديداته لليمن كامتداد طبيعي لمخطط أمريكي–إسرائيلي يجري الإعداد له، ويهدف إلى الزج ببعض الأنظمة الخليجية، على رأسها السعودية والإمارات، في أي تصعيد قادم، وما يعكس هذا التوجه هو توسع دائرة التنسيق والتعاون العسكري والاستخباراتي بين تلك الأنظمة والاحتلال، ودمج إمكاناتها في خدمة سيناريوهات المرحلة المقبلة.

تحذير أخير

قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قدم تحذيراً واضحاً للأطراف المعادية التي تحاول التورط في هذه المغامرة الأمريكية الصهيونية، وهنا السعودية أول طرف يتضمنها التحذير باعتبار أن القادم عليهم هو الفشل والعواقب الكارثية التي ستكون نتيجة حتمية لتورطها في أي حملة عدوانية جديدة على اليمن. ولذلك، قراءة التحذير الذي يأتي من مركز قائد الثورة تعتبر رسالة واضحة للنظام السعودي الذي يقف اليوم أمام خيارين فقط: إما إعادة الحسابات وفك الارتباط العملياتي مع أمريكا والكيان الإسرائيلي، وإما التورط والذهاب إلى مسلخ الحرب الشاملة التي لن تقف عند الفعل ورد الفعل.

ويمكن القول إن انخراط السعودية في هذا المخطط يعني الصدام العسكري وبداية حرب مفتوحة لا يُستبعد أن تتجاوز نيرانها مسرح العمليات البرية إلى البحر الأحمر والاقتصاد والتجارة والأمن القومي السعودي، فمصادر الطاقة والنفط (شركة أرامكو) في طليعة ما ستبتلعه هذه النيران.

ولذا، فإن تداعيات أي عمل عدواني يستهدف اليمن، كان تكتيكياً أو على مستوى استراتيجي، فإن ذلك سيكون فتيل انفجار حرب شاملة ستضع أطراف هذا العدوان “السعودية وأمريكا والكيان الصهيوني” أمام مواجهة لن تنطبق عليها حدود جغرافيا اليمن فقط، بل ستدور رحاها على جغرافيا فلسطين المحتلة والعمق السعودي والمصالح الأمريكية، بالإضافة إلى إمكانية تطبيق حظر بحري على خطوط الملاحة البحرية الخاصة بهم في مياه البحر الأحمر والعربي.

قدرات متصاعدة

وكشفت معركة إسناد غزة بشكل واضح جانباً من القدرات التي أصبحت تمتلكها قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- وكان في المقدمة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الحديثة التي تتنوع وفق طرازات مختلفة، آخرها الصواريخ الفرط صوتية (هايبر سونيك) التي أثبتت كفاءتها في تجاوز أقوى نظم الدفاع الجوي وقصف أي نقطة ضمن دائرة نصف قطرها 2000 كم.

وبالتالي، فإن قياس خصائص هذا النوع من الصواريخ لا يتوقف على السرعات العالية، بل على المناورة وحمل رؤوس حربية تزن نصف طن. وإذا افترضنا تورط السعودية في أي مواجهة، فقواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- يمكنها توجيه ضربات قاضية على كبرى منشآت وحقول النفط في شركة أرامكو، بالإضافة إلى ضرب القواعد الأمريكية المنتشرة في العمق السعودي.

لذا نؤكد أنه لا خيار آخر أمام السعودية سوى الخروج وفك الارتباط مع أمريكا والكيان الإسرائيلي وتركهم لوحدهم، وإلا فإن خيار التورط وارتكاب الحماقات سيدخلها في مسلخ عسكري لن تخرج منه إلا بخسائر باهظة تفوق بأضعاف ما خسرته خلال الأعوام التسعة الماضية من عدوانها على اليمن.

*باحث عسكري