دور خبيث للمخابرات السعودية في اليمن.. التخادم مع العدو الصهيوأمريكي
ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||
13 نوفمبر 2025مـ –22 جماد الاول 1447هـ
تواصل وزارة الداخلية بث تفاصيل من اعترافات الشبكة التجسسية التي تم ضبطها في عملية “ومكرُ أولئكَ هو يبور”، حول أساليب الاستقطاب والدور التخريبي للوطن خدمةً للمخابرات الأمريكية والصهيونية والسعودية.
وتضمنت اعترافات شبكة التجسس التابعة لغرفة العمليات المشتركة للمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، ومقرها في السعودية، آليات الاستقطاب والتجنيد والتدريبات التي تلقتها وعمليات الرصد وجمع المعلومات وسحب بيانات الشبكات ورفع التقارير وإرسالها للضباط المشغلين في غرفة الاستخبارات المشتركة للعدو.
وبدأ النشاط التجسسي السعودي-الصهيوني في العامين الأخيرين أوسع، بينما كانت اليمن مستميتةً في معركة إسناد غزة، حيث برز النظام السعودي داعمًا رئيسًا لكيان العدو وحرب إبادة على غزة، في مساعٍ تحاول كسر إسناد المقاومة في غزة، إلى جانب محاولات تصدٍ منظوماته الدفاعية للصواريخ والمسيرات اليمنية في أجواء المملكة (كانت صحيفة معاريف العبرية قد أشارت إلى أن الرياض ساعدتها في تسويق روايتها عن الحرب إعلاميًا مع تشويه صورة ودور المقاومة في وسائل الإعلام وبوابات التواصل السعودية).
ما أدلى به الجواسيس عن تفاصيل التهيئة والتدريب للعناصر التجسسية وأساليب العمل الفردي —الذي يصعب اكتشافه— وتعقيدات الاتصال بغرفة العمليات السعودية، يشير إلى أن أجهزة الاستخبارات اليمنية عملت باحترافية عالية في رصد ومراقبة وتتبع الشبكة وجهات تواصلها الخارجية، واستهدافها في الوقت المناسب.
وبحسب شهادة الجاسوس علي حمود فإن التدريبات التي تلقاها في الرياض لأربعة عشر يومًا في زيارتين للسعودية في أغسطس 2024 وفي مارس 2025 كانت احترافية، وتعتمد على تكنولوجيا متطورة جدًا وتركز على التمويه وتقليل مستوى الخطورة إلى حد كبير في ظل توظيف جوانب التقنية بشكل شبه كلي، كاستخدام الهاتف الذكي كأداة متعددة الوظائف، سواء لتعقّب المواقع أو جمع البيانات الرقمية أو التواصل بطريقة مشفرة، أو استخدام تطبيقات مخصصة لسحب معلومات وبيانات شبكات وتطبيقات خرائط، والتدرب على مهارات التصوير الدقيقة، بكاميرات عبارة عن ريموت سيارة للأماكن المستهدفة، وتوظيف أجهزة تُركّب في السيارات لنقل تفاصيل أي موقع مراقب مباشرة، وزرع كاميرات مموهة صغيرة الحجم في مكان ما.
لقد كان بعض ما تم رصده ومراقبته من قبل هذه الخلية مما استهدفته غارات العدوان الأمريكي-الصهيوني على اليمن من مطارات وموانٍ ومنشآت حيوية ومنازل ومبانٍ مختلفة، أي أن النظام السعودي كان في الواقع مفعّلًا للجوانب الدفاعية والاستخباراتية معًا لصالح العدو الإسرائيلي، وهذا ليس جديدًا لمتتبع تاريخ الارتباط السعودي بمشاريع الهيمنة الصهيو-أمريكية، والتي أشارت إليها وثائق ويكيليكس في العام 2020، وتطرقت إليها تقارير صحفية غربية بعد ذلك بما فيها تقارير صهيونية.
وإذا كانت السعودية قد وقعت هدنة أبريل 2022 مع اليمن، فهذا كان يفترض تواريها عن مشهد العدوان المباشر على اليمن وحضورها في خلفية المشهد، حيث تنظر إلى محور المقاومة والقوى الكبيرة في المنطقة عمومًا على أنها خطر يقف أمام أحلامها النرجسية في توجيه دفة المنطقة وقيادتها، إلى جانب ارتباطها الوظيفي الذي لا يسمح لها بالانفكاك عن المسار الأمريكي.
وبحسب شهادات شبكة التجسس الأخيرة، فإن العام 2024 أظهر نشاطًا للاستخبارات السعودية في الساحة اليمنية بهدف تلبية المطالب الصهيونية والأمريكية للبيانات والمعلومات، وهذا يشير إلى أن الطريق لاختراق جبهة اليمن الصلبة كان يمر عبر السعودية بإمكاناتها الكبيرة وعلاقتها المترابطة مع اليمن، بينما اقتصر الدور الصهيوني والأمريكي على التزويد بالتكنولوجيا اللازمة وجمع وتحليل البيانات والمعلومات وصولًا إلى الاستهداف والعدوان على الأهداف المرصودة، حيث الحاجة لكثير من التفاصيل والمعلومات التي كان غالبها مرتبطًا بالموقف العسكري اليمني المساند لغزة وكيفية التأثير فيه.
وفي ما تم كشفه تظهر أساليب الاستخبارات الصهيونية والأمريكية المعتمدة على التطبيقات وتكنولوجيا المراقبة عن بعد، وجمع المعلومات دون كشف وجود المراقب الجاسوس، وسحب البيانات وتوثيق تفاصيل الأهداف بوصف الأماكن وعدد المباني والطوابق، وتحديد طبيعة استخدام المباني (سكنية أو تجارية)، ووجود حراسات أو كاميرات مراقبة، وسيارات ومواقف سيارات، وهوية المالك إن أمكن، والنشاط الجاري في المكان، ومداخل ومخارج المباني. والمعروف أن كيان العدو على علاقة مع عدد من الشركات التكنولوجية الكبرى مثل غوغل وأمازون، وشركة Palantir Technologies، وغيرها من الشركات التي تزوده بخدمات الحوسبة السحابية لجمع وتحليل البيانات الضخمة بسرعة، واستخدام التكنولوجيا في العمليات العسكرية.
ومع خطورة الدور السعودي في مشهد الاستهداف والاعتداء المتواصل على اليمن، وما تكشفه ارتباطاته الوثيقة بالموساد والـCIA في اليمن، تكون الأجهزة اليمنية قد نجحت نجاحًا كبيرًا في كشف هذه الشبكة الأكثر خطورة، أمام جزء مهم وحساس في تتبع عمل هذه الشبكات، التي لم ولن تكون الأخيرة.
