الخبر وما وراء الخبر

العدوان السعودي يتخلى عن أدواته.. جرحى الخونة في مأرب أنموذجا

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

13 نوفمبر 2025مـ –22 جماد الاول 1447هـ

ينصب المئات من الجرحى المرتزقة في مدينة مأرب خيامهم أمام ما يسمى بلجنة الرعاية الاجتماعية بالمدينة احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم، وهم الذين قضوا لأكثر من 10 سنوات في خدمة العدو السعودي والإماراتي كوقود يتم تحريكهم ضد وطنهم وبلدهم.

ويجد هؤلاء الجرحى، وبعد هذه السنوات، أنفسهم بعيدين عن الاهتمام والرعاية، ولم يتبق لهم أي حقوق أو ضمانات، فالاعتصام أمام مبنى الرعاية الاجتماعية في مأرب يعكس غضبهم من الإهمال والمماطلة، وهم الذين كانوا في بداية الحرب يتلقون الأموال الطائلة وبالعملة السعودية.

وتظهر المشاهد المتداولة من مأرب الحالة المزرية للجرحى المرتزقة، فالبعض منهم على كراسي متنقلة، والبعض الآخر بأرجل صناعية، ومنهم مبتورو الأيدي، معبرين عن انزعاجهم للحالة التي وصلوا إليها، في حين أن مسؤولي المرتزقة في حكومة الخونة ينعمون بالراحة والنعيم والرخاء في فنادق الرياض، وهم الذين وصلوا إلى هذه المناصب على أكتافهم.

وعلى الرغم من الزيارات المتكررة إلى خيام هؤلاء الجرحى من مسؤولين ونقابات وقيادات غير رفيعة، إلا أن الجرحى لم يلمسوا من يهتم بهم أو يعبر عن معاناتهم، وهو ما يزيد من ألمهم وحسرتهم على ما فقدوه من أعضاء خدمة للسعودي والإماراتي، ولم يعد لهم من مطالب سوى أن تتوفر لهم بعض الأدوية، أو يتم نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج.

وتثبت تجربة السنوات العشر أن القوى الاستعمارية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، لا تتحمل أي التزامات تجاه من استخدمتهم كأدوات في عدوانها على اليمن، فالجرحى الخونة الذين تم استدراجهم للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية لم يعد لهم أي قيمة بعد أن استنزفتهم الرياض وأبو ظبي، وتخلت عنهم نتيجة عجزها عن تحقيق انتصار عسكري على اليمن.

وتسلك السعودية والإمارات استراتيجية القوى الاستعمارية في أي بلد ما في العالم، ففي البداية يتم استغلال العملاء والمرتزقة في تنفيذ مشاريعها الخارجية، ثم يتم تركهم لمصيرهم بعد استنفادهم، دون أي اعتبار للحقوق أو الكرامة، وهو ما يفسر لماذا يعاني جرحى الخونة اليوم من الفقر والعوز، رغم أنهم تلقوا في بدايات الحرب أموالًا مغرية مقابل خيانتهم، بينما تستمر حكومة الخونة التابعة للسعودية في تجاهلهم بشكل كامل، فهي لا تملك قرارها، وليس لها من الأمر شيء.

وإذا كان هذا هو الحال في مأرب مع الجرحى الخونة، فإن محافظة تعز المحتلة هي الأخرى ترزح تحت وطأة الإهمال والتهميش للجرحى الذين سلكوا طريق الشر والباطل، فالوقفات الاحتجاجية لا تتوقف أمام المباني الحكومية للمطالبة بصرف رواتبهم وتأمين علاجهم، لتكشف الوجه الحقيقي لحكومة الخونة التابعة للسعودية والإمارات، التي زجّت بجنود مغرر بهم للقتال ضد القوات المسلحة اليمنية، واستغلتهم لتحقيق مصالحها في الحرب، ثم تخلّت عنهم بعد سنوات من القتال.

ما يحدث في مأرب ليس مجرد أزمة مالية، بل نموذج لاستراتيجية التحالف السعودي الإماراتي في استغلال اليمنيين ضد وطنهم ثم التخلي عنهم، فالاعتصامات تكشف أن سياسة الاستدراج والتوظيف العسكري للمرتزقة لم تكن لحماية اليمن، بل لإضعاف الجيش الوطني والدولة، وفشل حكومة الخونة في معالجة ملف هؤلاء الجرحى يعكس مدى التبعية والتواطؤ مع العدوان.