الخبر وما وراء الخبر

الجاسوسة هدى علي.. كيف تم استقطابها لخدمة المخابرات الأمريكية الصهيونية السعودية؟

211

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

11 نوفمبر 2025مـ –20 جماد الاول 1447هـ

تحضر قصة الجاسوسة هدى علي، التي تم القبض عليها ضمن شبكة التجسس التابعة للغرفة المشتركة للمخابرات الأمريكية الصهيونية السعودية، كواحدة من أبرز القصص التي لجأ إليها الخونة للإيقاع باليمنيين، وخاصة الفتيات، في فخ التجسس.

لم تكن الجاسوسة هدى تنوي الانخراط في هذا العمل، لكن الضغوط التي تعرضت لها أجبرتها على السير في هذا الطريق الموحش دون إدراك مخاطرِه وأضراره الكبيرة على الوطن، فالفتاة، خريجة الثانوية عام 2020، لا تزال في ريعان شبابها، وفي عمر الثانية والعشرين، وكانت تعمل في تصوير الأعراس النسائية بعد أن درست دورات في التصوير والجرافيكس.

وتذكر أنها تعرفت على المجرم الجاسوس ناصر الشيبة نهاية عام 2022، أثناء إيصالها في التاكسي التابع له، ليقوم بعد ذلك بالتعرف عليها والتواصل معها حتى وقعت في المحظور، ومن ثم الدخول في طريق التجسس والتخابر.

شاركت الجاسوسة هدى بعد ذلك في أعمال عدائية ضد البلد، ومنها تجنيد عناصر للعمل على تركيب كاميرات تجسسية في منطقة عطان بأمانة العاصمة ومطار صنعاء، وتوفير الغطاء للجاسوس الشيبة للمرور من النقاط الأمنية بدون تفتيش السيارة بذريعة وجود عائلته إلى جانبه، ثم الاشتراك مع الجاسوس الشيبة في زرع كاميرات وأجهزة تجسس في عدة أماكن.

وتوضح أن الخائن الشيبة ضغط عليها للتواصل مع شخصيات في المطار لإدخال هذه الأجهزة إليه، موضحة أنها وضعت أجهزة مع ناصر الشيبة في المطار، وكان في تنقلاته يأخذها معه ويصر على أن تظل بجانبه، كما أصر عليها أن تنزل إلى البيت الذي في شارع إيران خلف قاعة سام وأن تضع الجهاز في البيت نفسه، وكذلك في الأماكن التي كان يذهب إليها بالعشاش، ومنها وضع جهاز تحت سيارة حبة.

شاركت الجاسوسة هدى في تجنيدها من قبل الجاسوس ناصر الشيبة، واستُغلت للعمل كغطاء عائلي للتنقل بسيارته لتنفيذ أنشطة الرصد وجمع المعلومات وزرع منظومات التنصت والمراقبة.

وأكدت أنها اشتركت مع الشيبة في زرع منظومات مراقبة وتنصت في عدد من الأماكن، مشيرة إلى أنه كان هناك شخص في الحديدة تم إعطاؤه جهازاً، وأن الخائن ناصر الشيبة كان يوصلها إلى الأعراس لكي تذهب للتصوير، وعندما كانت تخرج من العرس كان يسألها عن العرس لمن، وأين يسكنون، وكم لديهم من مجاهدين، وهل لديهم شهداء، وهل تعرفين إذا كان لهم علاقة بالدولة أم لا، كما كان يسألني هذه الأسئلة عندما أذهب لتصوير الأعراس.

وتواصل قائلة: “كان يدخل إلى شارع الخمسين ويسأل عن القيادات، وكان يبحث عن أشخاص لهم علاقة بالدولة، وكان يأخذني معه عندما يضع أجهزة تنصت في الأماكن المحددة التي يريدها، ومنها المستشفيات والجسور وفي البيوت”.

وتوضح أنها ذهبت مع الخائن ناصر إلى المطار، وتواصلت مع أحد زملائها في العمل، ويعمل مهندساً في المطار، حيث سهل لها الدخول، وتمكنت من وضع جهازين في المطار، كما تم وضع جهاز تنصت تحت سيارة حبة لونها رصاصي.

وتصف هذه الأجهزة بأنها عبارة عن جهاز صغير مزود بكاميرا، وأجهزة تنصت، وكاميرات تجسس، ومنظومة مراقبة مرئية مركبة على سيارة الجاسوس ناصر الشيبة، مبينة أنه كان يضع أجهزة التنصت في عدة أماكن، ويتواصل مع عدة أشخاص، ويتحدث معهم حول وضع الأجهزة في الأماكن المحددة، ثم يقوم بالمراقبة، ومن ثم يرسل الخرائط، خاصة تلك التي لا توجد في قوقل.

وتبعث الجاسوسة هدى بنصيحة إلى جميع الفتيات، تدعوهن إلى الحذر وعدم الوقوع في المشكلة التي وقعت فيها، وتؤكد أنه إذا تعرضت إحداهن لما تعرضت له فعليها أن تتواصل مع رجال الأمن والشرطة، وألا تصمت أو تقع فريسة للخونة والجواسيس والعملاء.