الخبر وما وراء الخبر

ضربة قاصمة لمحور الشر الاستخباري.. اليقظة الشعبية تسقط أدوات التجسس الأمريكية الصهيونية

15

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

11 نوفمبر 2025مـ –20 جماد الاول 1447هـ

تقرير | هاني أحمد علي

في خطوة تؤكد التفوق الأمني اليمني والوعي الجماهيري المتصاعد، كشفت اعترافات مفصلة لشبكة التجسس الأخيرة عن منظومة متكاملة من الأدوات الشيطانية والتقنيات المتطورة التي اعتمدت عليها قوى الاستكبار لخدمة مشروعها التدميري وعقاب اليمن على موقفه المشرف إزاء غزة.

ويشكل هذا الإنجاز النوعي “درة إنجازات اليمن”، لأن السيطرة الاستخبارية هي الأخطر من السيطرة العسكرية، إذ تعمل على قتل مفاصل الدولة والنسيج المجتمعي بـ”موت بطيء”.

وأظهرت التفاصيل التقنية المسربة مدى التطور الذي وصل إليه العدو في محاولته لاختراق الجبهة الداخلية، عبر دمج التكنولوجيا الحديثة في خدمة مشروع التجسس، ومن أبرز الأدوات التي تم كشفها:

كاميرات التخفي المدمجة: كاميرات دقيقة مُدمجة في قوالب مألوفة مثل “ريموت السيارات” للتصوير غير المباشر للأهداف ورصد التحركات، يتم رفع بياناتها لاحقاً عبر سيرفرات خاصة.

المركبات المحملة بنقاط المراقبة: استخدام سيارات تبث مباشرة عبر الإنترنت، وتُترك لساعات في مواقع مطلة على الأهداف، لتتحول إلى “محطات مراقبة ثابتة أو متحركة”.

أجهزة التعقب والتنصت: استخدام أجهزةGPS كبيرة الحجم تُثبت على مركبات المستهدفين، بالإضافة إلى مركبات مزودة بأجهزة اتصالات خفية قادرة على اعتراض المكالمات وسحب بيانات الهواتف القريبة بشكل متزامن.

كاميرات التمويه: إخفاء كاميرات داخل كتل بناء (طوب) أو أجسام مموهة موضوعة أمام الأهداف، مستغلة جهاز بث إنترنت صغير لتأمين بث شبه مستمر.

تصوير مواقع القصف: عمليات تصوير ممنهجة لمواقع الاستهداف بعد الضربات للتأكد من فعالية الهدف وحصيلة الضحايا، وهو ما يتطلب الحذر الشديد من التوثيق المتكرر لهذه المواقع.

وقد اعتمدت الأجهزة الأمنية في عملياتها على وسائل تقنية متقدمة للتجسس على اليمنيين وجمع معلومات استخباراتية لحساب العدو الصهيوني والأطراف الغربية الداعمة له. ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة جهود مستمرة لحماية البيئة الداخلية واليمن من محاولات الاختراق والتغلغل.

وكشفت التحقيقات عن استخدام الشبكة كاميرات مراقبة متنوعة، منها صغيرة مخفية داخل سيارات، وأخرى مموهة داخل كتل بناء وأجسام مألوفة في الحي، بالإضافة إلى أجهزة تتبعGPS، وتطبيقات متخصصة للتواصل وسحب البيانات، ومركبات مزودة بأجهزة اتصالات قادرة على اعتراض المكالمات والرسائل، جميع هذه الأدوات تعمل بشكل متكامل لتزويد مراكز استخبارات العدو بتدفقات معلوماتية آنية قابلة للتحليل.

وأكدت التحقيقات أن العدو يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة مع العنصر البشري لضمان تنفيذ مخططاته، وهو يسعى دائمًا لتجنيد العملاء والجواسيس، واستغلال الأنشطة الإجرامية والشخصيات الضعيفة أمام المال للحصول على المعلومات.

وفي السياق، أشار الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد هزيمة إلى أن نجاح اليمن في كشف هذه الشبكات لا يقل أهمية عن تطوير البرامج الصاروخية، إذ أن السيطرة الاستخباراتية تمثل العمود الفقري لحماية الدولة والمجتمع، فهي تؤثر في كل مفاصل الدولة، وتمنع العدو من استهداف القوة الداخلية والخارجية.

وشدد الدكتور هزيمة في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج “نوافذ” فقرة “جدار ناري”، على الدور الحيوي للمواطنين في حماية المجتمع، من خلال اليقظة المجتمعية والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، مثل المركبات المتوقفة لفترات طويلة، أو الأجسام الجديدة المموهة، أو أي سلوك تصويري مريب بعد عمليات القصف، مؤكداً أن “الوعي الشعبي هو خط الدفاع الأول ضد محاولات التجسس.

وأوضح أن التحقيقات أظهرت أن الشبكة كانت تسجل عمليات تصوير متكررة لمواقع القصف بعد تنفيذ الضربات، بهدف تقييم فعالية الضربات وحصيلة الأضرار، ما يؤكد أهمية التنبه لمخاطر توثيق المواقع العسكرية والمدنية وحظر أي تصوير غير ضروري.

ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن هذا الإنجاز يعتبر جزءًا من مشروع أكبر لحماية اليمن من الهجمات الاستخباراتية، والحفاظ على السيادة الوطنية، ويؤكد أن التعاون بين الأجهزة الأمنية والوعي الشعبي يشكل قوة لا يمكن اختراقها بسهولة، رغم الحصار والخطط الأمريكية-الصهيونية المستمرة لاستهداف اليمن.

وأفاد أن هذا النجاح الاستخباراتي يعكس قدرة اليمن على مواجهة التحديات التقنية والاستخباراتية المعقدة، ويضعها في صدارة الدول التي تستطيع حماية نفسها، ويشكل رسالة واضحة للعدو بأن أي محاولة للتجسس أو التسلل ستفشل بفضل التكامل بين الأجهزة الأمنية والشعب الواعي.