الخبر وما وراء الخبر

النعمي: صمت السعودي يؤكد للعالم تورطها وينبغي استرداد حقوق الضحايا ومحاسبة المتورطين على أعلى المستويات

43

ذمــار نـيـوز || أخبار محلية ||

10 نوفمبر 2025مـ –19 جماد الاول 1447هـ

اعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبد الله النعمي أن “صمت السعودية إزاء ما كشفته الأجهزة الأمنية بشأن تورطها في شبكات التجسس ضد اليمن، يعد مؤشر واضح أمام العالم على ضلوعها في التآمر الأمريكي الصهيون”، مؤكداً أن “السكوت في هذه القضية يشي بتبني عملية إجرامية ضد الشعب اليمني”.

وقال النعمي في تصريحاته للمسيرة إن السياسة السعودية “واضحة ومتكررة”؛ فـ”الرياض تعلم بأنها ضالعة ومشاركة وتتبنى مثل هذه الأعمال”، ولذلك سترتضي الصمت على المستوى الرسمي بينما قد تسعى إلى لاحتواء تداعيات القضية من خلف الستار.

وأضاف النعمي أن “لو لم تكن السعودية ضالعة لصدرت بيانات ونفت التهم، ولسمعنا الآن تصريحات رسمية وقنواتها تتبرأ من هذا الاتهام”، مستدلاً بأن غياب مثل هذه الردود الرسمية “يدلل عملياً على تورطها أو على الأقل على محاولة إخفاء ملامح المسؤولية”.

وأشار النعمي إلى أن “الشعب اليمني يمرّ بظروف قاسية نتيجة العدوان والحصار”، واعتبر أن هذا الوضع لا يبرر أي سلوك خياني مهما كانت الذرائع الاقتصادية والاجتماعية.

وقال إن “العمالة لا مذهب لها”، نافياً أن تكون حاجة الفقراء أو نقص لقمة العيش مبرراً لخيانة الوطن أو التعاون مع أجهزة استخباراتية معادية، لافتاً إلى الدور السعودي في استنزاف ثروات اليمن ونهب المرتبات ومفاقمة معاناة اليمنيين إثر عشر سنوات من العدوان والحصار.

وأكد النعمي أن “هذه الجريمة أثارت سخطاً عارماً في أوساط اليمنيين”، وأن “الشعب يطالب القيادة باتخاذ موقف حازم لاسترداد حقوق الضحايا ومحاسبة المتورطين”، معتبراً أن من الواجب هو ألا يمر ملف مثل هذا بلا محاسبة أو دون مساءلة على أعلى المستويات.

وربط النعمي بين ما جرى من عمليات تجنيد وتجسس وبين محاولات تقويض موقف اليمن وصموده، مشدداً على أن الرسالة الموجهة للداخل والخارج يجب أن تكون واضحة: “أن اليمن شعباً وقيادة لا يقبلان الخيانة، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها”.

ونوّه النعمي إلى أن الأزمة الراهنة “تضع الرياض أمام اختبار حقيقي لقدرتها على مواجهة تبعات ما اُرتكب”، محذّراً أن استمرار الصمت وغياب المحاسبة سيزيدان من غضب الرأي العام اليمني ويزيدان من ضغوط المطالبة بمواقف رادعة.

في جانب آخر من حديثه، قال النعمي إن “الشعب اليمني خلف قيادته ووحدته السياسية”، مؤكداً أن “الوفاء بالثوابت الوطنية وجانب الصمود الشعبي هما الضمانة لمواجهة كل محاولات الاختراق والتآمر”، داعياً إلى توحيد الصف ورفع الجهوزية على المستويات كافة.

وربط النعمي أيضاً بين هذا الملف ومجمل ملف الحصار والحرب الاقتصادية، مشدداً على أن استمرار الضغوط الاقتصادية “جزء من أدوات العدوان ولا يقل ضراوة عن القصف المباشر”، وأن الرد على ذلك يجب أن يكون سياسياً وقضائياً وإعلامياً بقوة.

واختتم النعمي مداخلته للمسيرة بالتأكيد على أن “اليمن يمتلك الأوراق والحق والمنطق، وأن الرد يجب أن يكون متكاملاً”، داعياً إلى “تحريك الملف دولياً وإقليمياً” محملاً الجهات المسؤولة تبعات الأفعال، مشدداً أن الشعب اليمني “لن يقبل المزيد من العبث بأمنه وسيادته”.