الخبر وما وراء الخبر

تصعيدٌ غير مسبوق في الضفة الغربية وسط هجمات مغتصبين صهاينة واقتحامات عسكرية

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

9 نوفمبر 2025مـ –18 جماد الاول 1447هـ

تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق، حيث تحولت المنطقة إلى ساحةٍ لصدامٍ متزايد بين المجتمع الفلسطيني والمغتصبين الصهاينة الذين باتوا يتصرفون كـ “جيش شبه نظامي” بمساندة وحماية من جيش الاحتلال، وذلك في سياق مساعي اليمين الصهيوني المتطرف لضم الضفة والسيطرة عليها وتهجير سكانها.

وفي تفاصيل المشهد؛ يُعلن الاحتلال يوميًا عن إقامة وشرعنة مزيد من البؤر الاستيطانية ضمن سياسة فرض الأمر الواقع، بمزيدٍ من الإيغال بالشعب الفلسطيني؛ إذ رصدّت مصادر محلية ارتفاعًا في عدد الإصابات جراء هجمات المغتصبين والاعتداءات على الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتفيد الأرقام بوقوع حوالي ثلاثين إصابة خلال اليومين الماضيين فقط، تركزت في مناطق متفرقة.

وأشارت التقارير إلى أنَّ الاعتداءات تركّزت في نابلس وقراها، وسُجلت إصابات جراء هجمات المستوطنين في قرى جنوبي نابلس اليوم، وأفادت مصادر محلية بإصابة شاب برصاص جيش الاحتلال قرب الجدار الفاصل في بلدة “الرام” شمالي القدس المحتلة.

وفي “رام الله والخليل” سجلت اقتحام قوات الاحتلال لقرية “أم صفا” شمالي “رام الله”، وتسجيل 15 إصابة في “بورين وبيتا” جنوبي نابلس، وفي “مسافر يطا ومعازي” شمالي شرق القدس، سُجلت 8 إصابات لوحدها منذ فجر اليوم.

ولفتت المصادر إلى حدوث اشتباكات واعتداءات أخرى، منها مواجهات بين شبان ومستوطنين في أطراف قرية “كفر قدوم” شرقي “قلقيلية”، وهجمات للمستوطنين على مركبات المواطنين في قرية “المنية” جنوبي شرق “بيت لحم”.

كما تتركز الهجمات بشكّلٍ خاص على التجمعات البدوية والرعوية، بهدف تهجير سكانها كجزءٍ من مخطط استيطاني أوسع؛ ففي تجمع “معازي جبع”، شمالي شرق القدس المحتلة، أقيمت لجان حراسة ليلية من الأهالي لمواجهة هجمات المستوطنين المتكررة، حيث تمكن مستوطنون من الوصول إلى محيط المساكن صباح اليوم، وحاولوا إحراقها، لولا تصدي الأهالي الذي حال دون وقوع إصابات في الأرواح.

المغتصبون الصهاينة ينطلقون من بؤرة استيطانية أُقيمت بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة، بهدف ربط المستوطنات القائمة مثل “آدم وشاعر بن يامين ومعاليه مخماس” والسيطرة على الأرض، ويؤكّد الفلسطينيون القاطنون في هذا التجمع، والذين هُجّروا أصلاً من النقب عام 1948م، إلى أنّهم يعيشون “نكبة مستمرة”.

وفي بلدة “مسافر يطا” جنوبي الخليل، تكرّرت الهجمات على المنطقة، حيث أقدم مستوطنون على تقطيع نحو “سبعين شتلة زيتون” لأحد المواطنين، واعتدوا على أحد رعاة الأغنام صباح اليوم؛ ما أدى إلى إصابته، كما قامت قوات الاحتلال باعتقال شاب من “بيت أمر” شمالي “الخليل” بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح من عصابات العدوّ الإجرامية.

ويترافق عنف المستوطنين الصهاينة المُنَسَّق مع تكثيف للاقتحامات والمداهمات التي ينفذها جيش الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

في السياق، أفاد نادي الأسير الفلسطيني ومؤسسات الأسرى؛ بأنّ جيش الاحتلال نفذ أكثر من 20500 حالة اعتقال في الضفة الغربية منذ الـ من 7 أكتوبر 2023م، وخلال شهر أكتوبر الفائت فقط، تم تنفيذ أكثر من 440 حالة اعتقال.

وتشير المعطيات إلى أنّ المستوطنين الصهاينة نفذوا أكثر من 3200 هجوم واعتداء منذ بداية العام الجاري، بهدف خلق “بيئة قهرية طاردة” تسهل التهجير والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

كما لوحظ أنّ هجمات المستوطنين تكون مكثفة بشكّلٍ خاص في يومي الجمعة والسبت، من كل أسبوع، وتكون في بعض الأحيان منسقة زمنيًا وتستهدف مناطق مختلفة في وقتٍ واحد مثل ما حدث اليوم في “بورين، بيتا، الخليل، بيت لحم، ورابة في جنين”.

إلى ذلك، أكدت محافظة القدس أنّ التوسع الاستيطاني الاستعماري يتم على حساب الفلسطينيين، حيث صَدّق الاحتلال مؤخرًا على إضافة 350 وحدة استيطانية جديدة وتوسيع حدود مستوطنات والاستيلاء على نحو 150 دونمًا في المنطقة؛ مما يزيد من مخاوف التهجير القسري.

ما يجري في الضفة الغربية هو مخطط صهيوني متكامل يهدف إلى تهجير السكان عبر المغتصبين الصهاينة وجيش الاحتلال، بعد أنّ أطلق العنان للمستوطنين في أنحاء الضفة لاستكمال مشاريعه الاستيطانية، لمواصلة تنفيذ مشاريعه التوسعية والإحلالية الهادفة إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.