الخبر وما وراء الخبر

الصبّاح: العدوّ الصهيوني لم يوقف العدوان بل غيّر شكله

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

9 نوفمبر 2025مـ –18 جماد الاول 1447هـ

أكد الكاتب والمحلّل السياسي عدنان الصبّاح أن العدوّ الصهيوني لم يوقف عدوانه على غزة، بل انتقل إلى مرحلة جديدة من العدوان بأساليب مختلفة، مشيراً إلى أن ما يجري حالياً ليس وقفاً للعدوان، بل تحوّلاً في شكله وأدواته.

وقال الصبّاح في مداخلة على قناة المسيرة إن العدوّ لا يزال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف العدوان على غزة، بعد أن أنهت المقاومة الفلسطينية التزاماتها كاملة، وسلمت جثث الأسرى الصهاينة على دفعات، ولم يتبقّ سوى أربع جثث فقط لدى المقاومة.

وأضاف: “العدوّ لن ينفّذ المرحلة الثانية من الاتفاق لأنه يعتبرها مرحلة نزع سلاح المقاومة، وهو ما يسعى إليه فعلاً، إذ يريد نزع سلاح غزة لا أكثر”.

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد في القطاع عبر استمرار الحصار وتجويع السكان، مؤكداً أن الحرب بالنسبة للعدو لم تنتهِ، بل تغيّر شكلها فقط من القصف العسكري المباشر إلى حرب اقتصادية وإنسانية طويلة الأمد.

وبين أن العدوّ يواصل خنق غزة ويبحث عن ذرائع لاستمرار إطلاق النار وخرق الاتفاق، وهو لا يريد نهاية حقيقية للعدوان، بل يريد أن يفرض معادلة تُبقي القطاع تحت الحصار والمراقبة.

وأوضح المحلل السياسي أن الاحتلال يعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح بإرسال قوات دولية إلى غزة، وهو ما وصفه بمحاولة جديدة للسطو السياسي على القطاع تحت غطاء “السلام” والمساعدات.

ولفت إلى أن المسودة التي يجري إعدادها في مجلس الأمن تمنح هذه القوة الدولية صلاحيات واسعة في تشكيلها ومهامها ومدتها، وهو ما يعني عملياً منح الاحتلال تفويضاً مفتوحاً لإدارة غزة من جديد عبر واجهة دولية.

وأضاف أن الهدف الحقيقي من هذه القوات ليس حماية المدنيين أو إعادة الإعمار، وإنما إدارة قوة فلسطينية جديدة تتولّى مهمة نزع سلاح المقاومة، مؤكداً أن هذه الصيغة هي استنساخ للتجربة اللبنانية بعد حرب تموز 2006، حين تحوّلت قوات “اليونيفيل” إلى أداة رقابة على المقاومة في الجنوب اللبناني.

وأكد أن القوة التي يروّجون لها لن تكون بديلاً عن الاحتلال، بل ستكون أداة لإدارة الوضع الميداني بما يخدم مصالح العدو، وتحت شعار الأمن والاستقرار.

وفي ما يتعلّق بالتنسيق الاستخباراتي بين بعض الأنظمة العربية والعدوّ الإسرائيلي، علّق الصبّاح على ما كشفته وزارة الداخلية في صنعاء من تفكيك شبكة تجسس تتبع غرفة عمليات مشتركة بين الـCIA والموساد الصهيوني والمخابرات السعودية، معتبراً أن هذا التخادم ليس جديداً، بل هو جزء من منظومة إقليمية تعمل لحساب واشنطن وتل أبيب.

وقال الصبّاح: “هذه الأنظمة تنفّذ برنامج أمريكا في المنطقة وتحمي مصالحها حتى على حساب شعوبها واستقلالها. مبيناً أن ما يفعلونه اليوم هو محاولة لخلق بيئة معادية للمقاومة داخل المجتمعات العربية نفسها، بحيث تُنفّذ الجريمة بأيدٍ عربية، لتُعفي العدوّ من المواجهة المباشرة.

وأضاف أن واشنطن والعدوّ يسعيان إلى تفكيك البنية الاجتماعية والسياسية في دول المنطقة عبر إنشاء قوى محلية مرتبطة بهما، لتكون رأس الحربة في مواجهة حركات المقاومة.

وشدد على أن ما يجري في غزة اليوم ليس بعيداً عن هذا المخطط، فالمطلوب أن يقوم الفلسطيني بمهمة مواجهة الفلسطيني، كما أرادوا من قبل أن يحارب اللبناني اللبناني والعراقي العراقي.

وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الضغوط السياسية والأمنية على غزة، في محاولة لفرض وقائع جديدة من داخل القطاع، لكن المقاومة أثبتت أنها قادرة على إفشال مشاريع الاحتلال كما أفشلت عدوانه العسكري.

وجدد التأكيد على أن لم تتوقف، بل ارتدت قناعاً جديداً، وأن العدوّ يحاول إدارة العدوان بأدوات ناعمة لا تقلّ خطورة عن القصف والصواريخ.