الخبر وما وراء الخبر

النعمي: اليمن أقوى بعد الجولة السابقة وبات مستعدًا بشكل أكبر لقادم الجولات

19

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

5 نوفمبر 2025مـ 14 جماد الاول 1447هـ

أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي أن “السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ركن أساسي في القضية الفلسطينية ومرتكز مهم”، مشيرًا إلى أن الحضور الفلسطيني الذي عبّر عنه خطاب السيد القائد “لم يأتِ من فراغ”، بل هو نتاج دور يمني “كبير وفاعل” على مستوى الدعم والمساندة.

وقال النعمي في تصريحات خاصة للمسيرة، إن العالم يعرف “أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست شريكًا فحسب، بل هي الداعم والمشرف والمشجّع للكيان الصهيوني”، مستشهدًا بمواقف وتجارب دولية تدل على قدرة القرار الرئاسي الأمريكي على التأثير المباشر في القرار الإسرائيلي.

وأضاف أن “الولايات المتحدة لو أرادت إيقاف المجزرة ضد الشعب الفلسطيني لكان بوسع رئيسها أن يفعل ذلك بمجرد رفع سماعة الهاتف”، لكنه لفت إلى أن واشنطن “لا تريد وضع حدّ لهذه الجرائم” لأنها تعتبر الكيان الصهيوني أداة لحماية مصالحها وهيمنة نفوذها في المنطقة.

وأشار إلى أن “الكيان الصهيوني ما هو إلا أداة من أدوات الولايات المتحدة في المنطقة”، لذلك ترى واشنطن في هذه الأداة “حارسًا” لمصالحها، ما يجعل من دعم الكيان أولوية في سياساتها الإقليمية، مستدركًا في الوقت ذاته بوجود تخادم متبادل بين العدو والولايات المتحدة، مستدلًا بالتأثيرات التي يفرضها اللوبي الصهيوني على الإدارات الأمريكية.

وعن مسار اليمن بعد سنوات المواجهة، أوضح النعمي أن “اليمن بعد جولة الصراع السابقة بات أقوى مما كان عليه”، وأن وقوف اليمن الثابت مع القضية الفلسطينية أوجد حضورًا دوليًا وإقليميًا بارزًا، ما كان ينبغي أن تكون له مثيلات عند بعض الأنظمة العربية التي “انفصلت عن شعوبها وذهبت تبحث عن الحماية لدى واشنطن بدلًا من الوقوف إلى جانب شعوبها وقضاياها”.

وأكد أن ثمن الموقف الشجاع لدى بعض الأنظمة قد يكون فقدان المناصب والكراسي، مشيرًا إلى أن “الأنظمة تختار بقاؤها على حساب القضية”، بينما الشعوب “مقيَّدة في كثير من الحالات ولا تملك قيادة حقيقية عندما تنهض”، محذرًا من أن حركات شعبية دون قيادة قد تنحرف إلى المجهول.

وتناول النعمي في معرض حديثه تحوُّلات التحالفات السياسية والهوية في بعض أوساط المنطقة، مشيرًا إلى “تحول بعض المحسوبين على الأمة من مناهضين للكيان إلى أدوات مسخرة بيده”، محملاً هذا المسار مسؤولية الإضعاف السياسي للخيارات الوطنية.

وأكد أن ثمة “جهوزية واستعدادًا للمواجهة الحتمية”، مضيفًا: “نحن قادمون حتمًا على جولة صراع مع العدو ومع أدواته”، موضحًا أن هذا التأكيد ينبع من “منطلقات قرآنية واضحة” وانطلاقًا من إدراكٍ لطبيعة العدو وتضليل سياساته.

وفي قراءة للوقائع الميدانية، ربط النعمي بين محاولات اغتيال أو استهداف قيادات في محور المقاومة وبين خطط العدو لتصعيد جديد، مبينًا أن “مثل هذه المحاولات تفتح شهية العدو وتدفعه للتخطيط لجولات مقبلة”، مشددًا على أن اليمن ربما يكون مستهدفًا في بدايات أي جولة مقبلة قبل مناطق أخرى، وأن الاستعداد التكنولوجي والعسكري والنفسي لدى اليمنيين قد تطوّر بشكل ملحوظ، ما يمنح قدرة على مواجهة أي عدوان محتمل.

وقال إن “هناك تطورًا كبيرًا في الميدان التكنولوجي العسكري وفي النفسية اليمنية”، وأن “الشعب اليمني يمتلك استعدادًا عاليًا لخوض أية معركة تُفرض عليه”، مؤكدًا أن الجهوزية الشعبية الشاملة “واسعة”.

وختم عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي تصريحاته للمسيرة بالدعوة إلى التمسك بالثوابت ومواجهة سياسات الاختراق والإضعاف، واستمرار التعبئة السياسية والمعنوية استعدادًا لجولات الحسم القادمة، معربًا عن شكره لـ”الأصوات الوطنية الصادقة”.