الخبر وما وراء الخبر

مساعٍ سعودية لكسر الحصار المفروض على الكيان الصهيوني

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

5 نوفمبر 2025مـ 14 جماد الاول 1447هـ

أعلنت تقارير عبرية وعالمية أن شركة الخطوط الجوية الهندية قرّرت استئناف رحلاتها المباشرة إلى مطار اللد المسمى اسرائيلياً “بن غوريون” بدايةً من الأول من يناير 2026، مع إعلان صريح أن مسار الرحلات سيمرُّ عبر الأجواء السعودية القصيرة مقارنةً بالطرق الأطول حول البحر الأحمر.

وتأتي هذه الخطوة بعد توقف طويل لروابط جوية بين الهند والكيان العدو الصهيوني نتيجة الأحداث الأمنية والتعطيل الجوي الذي شهدته المنطقة خلال الفترة الماضية، حيث عادت بعض شركات الطيران الدولية تدريجياً لاستئناف رحلاتها إلى وجهات الشرق الأدنى متحاشيةً المخاطر أو بعد حصولها على ضمانات عبور جوية.

اختيار السعودية كمسار عبور عملي يبرز ازدواجية واضحة بين الخطاب الرسمي السعودي الإعلامي الذي يتباهى بمواقفٍ متباينة تجاه القضية الفلسطينية، والإجراءات العملية التي تفتح ممرات مباشرة لشركات أجنبية لتسهيل الوصول إلى الكيان العدو الصهيوني، وهو ما يقرأه محلّلون على أن الرياض تُقدم مصالح اقتصادية وخطوط جوية مفتوحة على حساب الموقف القومي المقاوم.

من جهةٍ أخرى، يُظهِر قرار العودة الجوية أثر العمليات اليمنية في تعطيل النقل الجوي وفرض قيود لوجستية وأمنية على مسارات العبور التقليدية، إذ أجبرت الأحداث شركات على تأجيل أو إعادة توجيه رحلاتها، ما أعطى لصنعاء قدرة فعلية على تشكيل معادلات ردع طويلة المدى في فضاءات الملاحة الجوية والبحرية.

ويرى مراقبون أن السماح بمرور رحلات أجنبية عبر الأجواء السعودية قبل أشهر قليلة من موعد الرحلات يشير إلى استعداد الرياض لتوسيع قنوات التطبيع التجاري والسياحي مع الكيان العدو الصهيوني، وقد يمهّد ذلك لخطوات أوسع في المجال الاقتصادي والأمني إذا استمر النهج نفسه.

أماّ واقعياً، فإعادة فتح خطوط جوية لا تعتمد فقط على موافقات عبور الأجواء، بل تتطلب توفّراً أمنياً واقتصادياً يطمئن شركات الطيران ويفي بتكاليف التأمين والمسارات والأمن، وهو ما يجعل أي استئناف هشّاً عرضةً للتأجيل أو الإلغاء إذا تدهورت الظروف الأمنية الإقليمية مجدداً.

قرار “إير إنديا” يضع بصمة عملية على واقع إقليمي متقاطع المصالح، فهو دليل على قدرة بعض العواصم الإقليمية على إعادة تشكيل جغرافيا الاقتراب الاقتصادي من الكيان العدو الصهيوني، وفي المقابل يؤكد فاعلية أدوات الردع اليمنية في التأثير على حسابات النقل والملاحة، ما يجعل المعادلة الإقليمية عرضة لإعادة تركيب مستمرة بين المصالح الاقتصادية والسياسات المعلنة.