ثقافة الجهاد والاستشهاد
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
2 نوفمبر 2025مـ 11 جماد الاول 1447هـ
بقلم// علي القوسي
في أسبوع الشهيد، نجد أنفسنا أمام مشهد من التضحيات العظيمة التي قدمها أبطالٌ الجيش واللجان الشعبية في سبيل الدفاع عن الدين والأوطان والشعوب. إنها مناسبة لنستذكر فيها قيم الجهاد والاستشهاد، ونعكس على أنفسنا مدى أهمية هذه القيم في حياتنا اليومية.
وهو نعمة عظيمة ٲمتن بها الله على عبادة المؤمنين الصادقين الصابرين
قال تعالئ (وَمٌنَ جُْهادِ فَأنَمٌا يَجْاُهدِ لُنَفَسِةِ) صدق الله العظيم
والشهادة إصطفاء الهي يصطفي بها الله من يشاء من عبادة قال تعالى (وَيَتٌْخذَ مٌنَكِمٌ شُِهدِاء) صدق الله العظيم
اختص الله الشهيد بفضائل عظيمة في القرآن الكريم منها:
الفوز بالجنة قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران: 169). الشهداء أحياء عند الله، يرزقون في الجنة.
محبة الله لهم قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ” (التوبة: 111). الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم مقابل الجنة
هذه بعض الفضائل التي اختص الله بها الشهداء، وتبين عظم أجرهم ومكانتهم عند الله تعالى.
الجهاد، في معناه الشامل، هو بذل الجهد والطاقة في سبيل الله والدفاع عن الحق والعدالة. إنه مفهوم يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويشمل كل ما يُقدمه الإنسان من عطاء وتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين. الجهاد ليس مقصورًا على القتال العسكري فقط، بل يتضمن أيضًا جهاد النفس ضد الشهوات والملذات، وجهاد الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
وجهاد مقارعة الظالمين نصرا للمستضعفين في هذه الارض
الاستشهاد، بدوره، هو أسمى درجات الجهاد، حيث يصل الإنسان إلى هذه المرتبة عندما يبذل حياته في سبيل الله، ويقدم روحه فداءً للدين والأمة. إن الاستشهاد ليس نهاية، بل هو بداية جديدة لحياة أبدية في جنات النعيم، حيث يُكرم الشهيد بمنزلة عالية عند الله تعالى.
في أسبوع الشهيد، نستذكر أسماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن دينهم وأوطانهم واستقلال عزتهم وكرامتهم الذي كرم الله بها البشرية . نستلهم من قصصهم العظيمة الدروس والعبر، ونستحضر في ذاكرتنا مواقفهم البطولية التي تثلج الصدور وتلهب الحماس. هؤلاء الشهداء لم يكونوا مجرد أرقام في سجل التاريخ، بل كانوا آباءً وأمهاتٍ، وأبناءً وبناتٍ، قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الله.
ثقافة الجهاد والاستشهاد ليست مجرد شعارات تُرفع أو كلمات تُقال، بل هي منهج حياة يقود الإنسان إلى بذل كل ما هو عزيز ونفيس في سبيل الله. إنها ثقافة تُعلم الصبر والإرادة، وتُربي النفس على التحمل والتضحية. إنها ثقافة تُعزز الشعور بالانتماء للدين والأمة، وتدفع الإنسان إلى العمل الصالح والإصلاح في الأرض.
في ختام أسبوع الشهيد، نتوجه بالدعاء إلى الله تعالى أن يرحم الشهداء ويجعلهم في جنات النعيم. كما نتوجه إليه سبحانه أن يُلهمنا الصبر والثبات على طريق الحق، وأن يجعلنا من الذين يُقدمون التضحيات في سبيل الله بكل عزيمة وإخلاص. إن الله سميع مجيب، وهو خير حافظًا.
