قاسم: تهديدات المجرم ترامب لنيجيريا هدفها السيطرة على الثروات وليس حماية المسيحيين
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
2 نوفمبر 2025مـ 11 جماد الاول 1447هـ
أكد رضوان قاسم، مؤسس مركز بروغن للدراسات، أن التصريحات الأخيرة للرئيس المجرم ترامب حول نيجيريا تمثل جزءًا من سياسة الضغط الأمريكية على الدول الضعيفة بهدف السيطرة على مقدراتها الطبيعية واستغلال مواردها الاقتصادية.
وأوضح قاسم في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الأحد، أن توجه المجرم ترامب نحو نيجيريا يشبه ما حدث في السودان من تقسيم بين الشمال والجنوب، حيث تنظر الإدارة الأمريكية إلى النصف الشمالي المسلم والنصف الجنوبي المسيحي باعتباره أرضية لتقسيم محتمل وتأمين النفوذ والسيطرة على الموارد.
وأشار إلى أن المجرم ترامب صنف نيجيريا مؤخرًا كـ”دولة مثيرة للقلق بشكل خاص”، وأصدر تعليمات لوزارة الدفاع الأمريكية بالاستعداد لعمل عسكري محتمل، في إطار ما وصفه بسياسة الضغط المباشر على الدول التي يراها ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها. مبيناً أن التدخل العسكري الأمريكي في أفريقيا لن يكون سهلاً كما كان في بعض مناطق الشرق الأوسط، معتبرًا أن التجربة الأمريكية في سوريا وفنزويلا والعراق تشير إلى أن الدول القوية أو التي تتمتع بدعم إقليمي ودولي، مثل نيجيريا، لن تخضع بسهولة للتهديدات الأمريكية.
وقال مؤسس مركز بروغن للدراسات إن الهدف من التهديدات الأمريكية ليس حماية المسيحيين كما يزعم ترامب، بل السيطرة على الموارد الطبيعية.
وبيّن أن نيجيريا تمتلك مخزونات نفطية ضخمة ومعادن قيمة مثل الحديد والذهب واليورانيوم، وهو ما يجعلها هدفًا للاستغلال الاقتصادي الأمريكي، على غرار ما حدث في فنزويلا التي تمتلك ثروات نفطية ضخمة، مضيفاً أن التدخلات الأمريكية في المناطق المختلفة غالبًا ما تكون مدفوعة بالمصالح الاقتصادية والسياسية وليس بحماية حقوق الشعوب أو الدين.
ولفت قاسم إلى أن نيجيريا ردت على تصريحات المجرم ترامب عبر نفي الاتهامات واعتبار ما يجري في البلاد ليس إبادة جماعية، وأن الحكومة تقوم بواجبها في مواجهة الجماعات المتطرفة، وهو رد دبلوماسي يهدف للحفاظ على استقلالية الدولة وعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
وركز على أهمية مواجهة الجماعات التكفيرية المتطرفة في نيجيريا والتي تستخدم الدين الإسلامي كواجهة لتبرير أعمالها، مؤكدًا أن الإسلام بريء من هذه الممارسات وأن محاربة هذه الجماعات ضرورة لحماية استقرار الدولة.
ونوه مؤسس مركز بروغن للدراسات إلى أن الولايات المتحدة غالبًا ما تهاجم الدول الضعيفة، بينما تحترم الدول القوية، مثل الصين وروسيا، مؤكدًا أن الصين اليوم تمثل قوة عالمية لا يستطيع ترامب أو غيره تهديدها، سواء في ملف تايوان أو غيره، وهو ما يوضح أن قوة الدولة وشعبها تلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة الضغوط الدولية.
وأفاد أن التدخل الأمريكي في أفريقيا أو فنزويلا أو أي منطقة أخرى يهدف بشكل رئيسي إلى السيطرة على الموارد الاقتصادية واستعادة الاقتصاد الأمريكي المتأزم، وليس لحماية شعوب المنطقة، مضيفًا أن التجارب السابقة في العراق وأفغانستان وكوبا وغيرها أظهرت محدودية قدرة الولايات المتحدة على فرض سيطرتها المطلقة خارج نطاق نفوذها التقليدي، خاصة في الدول التي تتمتع بقوة سياسية وعسكرية وإسناد إقليمي ودولي.
وأضاف قاسم أن الرد النيجيري الدبلوماسي على تصريحات المجرم ترامب يمثل خطوة أولى لحماية سيادة الدولة، مشدداً على أهمية أن تبقى أفريقيا ونيجيريا صامدة أمام أي محاولات خارجية للتدخل العسكري أو السياسي، مؤكداً أن التجارب التاريخية أثبتت أن الدول التي تصمد وتحافظ على استقلالها تحظى بالاحترام من القوى العالمية.
