الشهداء … صُنّاع المجد وعنوان العزة والكرامة
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
31 أكتوبر 2025مـ 9 جماد الاول 1447هـ
بقلم / فيصل أحمد الهطفي
يكشف دم الشهيد زيف الطغاة ويسقط عروش المستكبرين، فكل قطرة منه تصرخ في وجه الاستكبار وتوقظ الأمة من سباتها. الشهيد ليس مجرد إنسان فقد حياته، بل هو شعلة حياة أبدية، يحمل في جسده الطاهر رسالة المظلومين وصرخة المستضعفين. الشهادة حياة متجددة، وبذرة حرية تُثمر في كل جبهة من جبهات المواجهة.
الشهادة ليست موتًا، بل حضور أبدي في ميدان النصر، ومفتاح للتحرر من قيود الخوف والتبعية. الله يختار الشهداء ويجعلهم منارات للحق وعرينًا للعدل، كما جاء في قوله تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (آل عمران: 169-170)
دماء الشهداء تسقي الأمة عزيمةً وثباتًا، وتزرع في قلوب المؤمنين روح الإباء والجهاد. كل قطرة دم في سبيل الله سهم في قلب الطغيان، وصوت مدوٍ في وجه الهيمنة العالمية. دماء الشهداء في محور الجهاد والمقاومة تصنع بوتقة واحدة من القوة والثبات، تصنع وعد الله بالنصر القريب، وتعلن زوال الطغاة والمجرمين.
الشهيد لا يُدفن في التراب، بل يُزرع في قلوب الأمة، وتذكير الأمة بشهدائها دعوة للاستمرار في الجهاد والتضحية. الأمم التي تهمل شهداءها تموت، والتي تفي لهم تبقى خالدة وعزيزة. دماؤهم صانت ديننا وكرامتنا، وحفظت لنا الطريق إلى الحرية والنصر.
الحياة ليست في طول العمر، بل في الموقف الصادق في سبيل الله. الشهيد أكثر الناس حياةً؛ حياته باقية في كل انتصار تحققه جبهة الحق على الباطل. هم منارات الهدى، بهم يُعرف الطريق، ومن خلالهم نستمد الصبر والثبات.
ذكرى الشهيد ليست مجرد مناسبة للدموع، بل موسم لتجديد العهد وإعلان موقف في وجه الطغاة، ونداء لكل مؤمن ليحمل راية الشهداء ويواصل دربهم. من اليمن الصامد، بلد الشهداء والقادة، تنبع أعظم رسالة: طريق الحرية محفوف بالتضحيات، والنصر وعد الله للمجاهدين الصادقين.
فمن سار على درب الشهداء لن يُهزم، ومن حمل فكرهم سيبقى خالدًا في سجل النور الإلهي إلى يوم القيامة.
