مركز الزهراء التنموي الخيري بالسبعين: نموذج رائد لتمكين المرأة والأسر في اليمن
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
29 أكتوبر 2025مـ 7 جماد الاول 1447هـ
تقرير || هاني أحمد علي
تعتبر المؤسسات التنموية والخيرية حجر الزاوية في تعزيز صمود المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة، لاسيما في الدول التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.
ومن بين هذه المؤسسات، يبرز مركز الزهراء عليها السلام التنموي الخيري بمديرية السبعين كنموذج رائد يحقق توازنًا بين التدريب العملي، التأهيل الأكاديمي، وتمكين الأسر اقتصاديًا، مع تركيز خاص على المرأة والأسر الأكثر حاجة، بما في ذلك أسر الشهداء والجرحى.
تأسس المركز قبل ست سنوات، تحت شعار “يد تحمي ويد تبني”، بهدف تحويل الأسر المستفيدة من دعم خيري أو مستهلكة للموارد إلى قوة إنتاجية قادرة على الاعتماد على نفسها. وقد تم تصميم البرامج لتلبية احتياجات الفئات المستهدفة، مع التركيز على اكتساب المهارات العملية التي يمكن تحويلها إلى مشاريع منتجة ومستدامة.
من جانبها أكدت نسرين الحباري، مديرة المركز، أن الرؤية الأساسية ترتكز على تمكين المرأة وتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي، وتقديم نموذج عملي للاكتفاء الذاتي للأسر في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. وأضافت الحباري في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج “نوافذ” أن المركز يسعى إلى توفير بيئة تعليمية وعملية متكاملة، تربط بين التدريب النظري والتأهيل العملي وإنتاج منتجات يمكن تسويقها.
وأضافت أن المركز يقدم برامج متنوعة، شملت حتى اليوم تدريب نحو 300 متدربة في مجالات عدة، أبرزها:
الخياطة والتطريز: تتيح للنساء تعلم مهارات حرفية تقليدية يمكن تحويلها إلى مشاريع صغيرة مربحة.
المشغولات الجلدية: يركز هذا القسم على الإنتاج اليدوي عالي الجودة، بما يحافظ على أصالة المنتج المحلي ويعزز هويته.
التصنيع الغذائي والتغذية: تأهيل النساء على تصنيع الأغذية الصحية وبيعها كمصدر دخل ثابت.
التنظيف والخدمات المنزلية: تدريب متخصص في مجال الخدمات المنزلية لتأهيل النساء للعمل الحر أو ضمن مشاريع صغيرة.
كما يركز المركز على تدريب المتفوقات لتصبح مدربات، ما يخلق نموذجًا ذاتيًا للتدريب داخل المجتمع ويضمن استدامة المهارات المكتسبة.
قصص النجاح
من بين المتدربات، فاطمة علي، التي استطاعت بعد حصولها على تدريب في الخياطة والتطريز أن تؤسس مشروعًا منزليًا لتصنيع الملابس والإكسسوارات، وأصبح مشروعها مصدر دخل ثابت لها ولأسرتها.
كما تمكنت سعاد حسن، من تحويل مهاراتها في المشغولات الجلدية إلى مشروع تجاري صغير، حيث بدأت بتسويق منتجاتها عبر المهرجانات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، محققة أرباحًا ساعدت أسرتها على تلبية احتياجاتها اليومية بشكل مستقل.
وتشير مديرة المركز إلى أن هذه القصص ليست استثناء، بل هي نموذج لما يحققه المركز على نطاق أوسع، حيث تتحول المتدربات إلى عناصر فاعلة في الاقتصاد المحلي.
ويركز المركز على ربط المتدربات بسوق العمل المحلي، ويقدم الدعم اللازم للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، سواء عبر المهرجانات أو المنصات الرقمية. كما يسعى إلى تعزيز قدرات المتدربات في التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية، لتواكب متطلبات السوق الحديثة.
وتشدد نسرين الحباري على أن دعم الأسر المنتجة لا يتوقف بانتهاء الدورة التدريبية، بل يستمر عبر متابعة المشاريع، تقديم الاستشارات، وربطهن بالشركاء المحتملين أو العملاء، ما يضمن استدامة المشاريع وزيادة قدرة الأسر على الاعتماد على نفسها اقتصاديًا.
 
			 
											