بيضون: الولايات المتحدة تخشى تحوّل أمريكا اللاتينية إلى ساحة نفوذ مناهضة لها
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
26 أكتوبر 2025مـ 4 جماد الاول 1447هـ
أوضح أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور علي بيضون، أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر اليوم بـ”فائض من القوة” نتيجة التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط وأوروبا، ما يدفعها إلى محاولة توسيع نفوذها وإعادة فرض سيطرتها في مناطق أخرى، وفي مقدمتها أمريكا اللاتينية.
وبيّن بيضون في مداخلة على قناة المسيرة أن واشنطن تعتبر أن الوقت الراهن ملائم لإعادة ترتيب ملفاتها في محيطها الجغرافي القريب، خاصة في ظل تزايد موجة العداء ضدها في دول أمريكا اللاتينية، التي بدأت تتحول تدريجيًا إلى جبهة سياسية واقتصادية مناوئة للسياسة الأمريكية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم انتشارها الواسع في مناطق متعددة من العالم، أهملت حديقتها الخلفية في البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، حيث تشهد دول مثل كوبا وفنزويلا وكولومبيا والبرازيل وبنما تحولات سياسية تقلق واشنطن، لا سيما مع تنامي علاقاتها مع خصوم الولايات المتحدة كإيران والصين وروسيا.
ولفت بيضون إلى أن التحالف بين فنزويلا وإيران يمثّل عاملًا استراتيجيًا مقلقًا لواشنطن، خصوصًا بعد أن ساهم التعاون الإيراني في تخفيف أثر الحصار الاقتصادي المفروض على كاراكاس، ما جعل فنزويلا أكثر استقلالًا وقدرة على مقاومة الضغوط الأمريكية.
وأكد أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل تهيئة الأرضية لتدخل جديد في أمريكا اللاتينية، مستخدمةً عناوين مختلفة، منها “مكافحة المخدرات” و”حماية الأمن القومي”، في محاولة لتبرير أي تحرك عسكري أو سياسي مباشر ضد الأنظمة التي تراها واشنطن معادية.
واعتبر أن هذه التطورات قد تقود إلى تحوّل استراتيجي خطير في المستقبل القريب، إذ إن استمرار تجاهل الولايات المتحدة لمحيطها الجغرافي وازدياد نفوذ خصومها هناك، قد يُربك سياستها الخارجية ويحدّ من قدرتها على التحكم بمجريات الأحداث في تلك المنطقة الحيوية.
