رئيس لجنة الهجرة في الكنيست الصهيوني يحذّر من تزايد موجات الهجرة العكسية “تسونامي هجرة”
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
21 أكتوبر 2025مـ 29 ربيع الثاني 1447هـ
حذّر رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب فيما يسمى “الكنيست” الصهيوني، “غلعاد كريب”، من تزايد موجات هجرة المغتصبين الصهاينة إلى خارج الأراضي المحتلة، واصفًا ما يجري بأنَّه ظاهرة “خطيرة تهدد البنية القومية والاجتماعية” للكيان الإسرائيلي.
وقال “كريب” إنَّ “سياسات حكومة نتنياهو مزّقت مجتمع المستوطنين قبل الحرب، وأهملت الجبهة الداخلية خلالها”، محذّرًا من أنَّ استمرار هذا النهج “يمثل دهسًا لقيم الصهيونية ولمستقبل المشروع الاستيطاني”.
وأشار إلى أنَّ انعدام الأمن وارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الثقة بالمؤسسات جعلت كثيرين من المغتصبين “المستوطنين” يفضلون بناء مستقبلهم خارج الأراضي المحتلة، “في ظل انعدام الأمن، وارتفاع تكاليف المعيشة، والتآكل المتواصل في ثقة الجمهور بالمؤسسات”، في واحدة من أبرز مؤشرات التراجع الداخلي داخل المجتمع الصهيوني.
وبحسب التقرير، الذي نشرت نتائجه صحيفتا “يديعوت أحرنوت” و”معاريف”؛ فإنّ عدد الصهاينة الذين يغادرون الأرض المحتلة على الأمد الطويل -الهجرة العكسية- شهد ارتفاعًا حادًا منذ اندلاع العدوان في أكتوبر 2023م، ليصل إلى مستويات لم يشهدها الكيان منذ سنوات.
وتشير معطيات الجهاز المركزي الصهيوني للإحصاء، التي استند إليها تقرير “الكنيست”، إلى أنّه بين عامي 2009 و2021م، غادر نحو 36 ألف شخص سنويا، لكن في عام 2022م، ارتفع العدد إلى 55 ألفًا و300 مغادر، بزيادة بلغت 44% عن العام السابق، في حين شهد عام 2023م، قفزة إضافية بلغت 33%، إذ غادر 82 ألفًا و700 شخص.
ويُظهر التقرير أنَّ هذه الزيادة تسارعت، خاصة بعد معركة “طوفان الأقصى”، الذي مثل نقطة تحوّل اجتماعية واقتصادية ونفسية داخل الكيان الإسرائيلي.
ومع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الأمنية والسياسية، ازداد عدد الصهاينة الذين قرروا مغادرة فلسطين المحتلة لفترات طويلة، خصوصًا في ظل شعور متزايد بانعدام الأمان وضعف الثقة في مؤسسات الدولة.
وبذلك، يبدو أنَّ الكيان المؤقت يواجه اليوم أزمة هجرة غير مسبوقة، تعكس فقدان الإحساس بالاستقرار في الداخل المحتل، وتطرح أسئلة جادة عن مستقبل اليهود في الأرض العربية، إذا استمر نزف الكفاءات الشابة والهجرة العكسية باتجاه الخارج دون عودة.