أزمة داخلية للكيان.. قراره بإدارة واشنطن وعلاقة تسريبات بـ “تهيئة الرأي العام العربي”
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
15 أكتوبر 2025مـ 23 ربيع الثاني 1447هـ
أكّد الكاتب والباحث اللبناني، علي مراد، أنَّ الخلافات الداخلية في حكومة الكيان الصهيوني حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يتصاعد إلى السطح، و”تكشف عن أزمة قيادة وتبعية القرار للإدارة الأمريكية”.
وكشف “مراد” في مداخلةٍ له ضمن برنامج “ملفات” على قناة “المسيرة”، عن وجود تنسيق “عربي-إسرائيلي” بإدارة أمريكية كان قائمًا حتى أثناء “الإبادة الجماعية” في غزة.
وحول التسريب الأمريكي المتعمد والتمهيد للتطبيع، أشار “مراد” إلى أنَّ ما كشفته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بالشراكة مع اتحاد الصحفيين الدوليين، حول إطار تنسيقي تديره “القيادة المركزية الأمريكية” لتشبيك منظومات الإنذار المبكر والدفاع الصاروخي بين كيان العدوّ وبعض الدول العربية، “لم يكن سريًّا” بالنسبة للمتابعين، ولكن “له علاقة بتهيئة الرأي العام العربي”.
وأضاف أنَّ توقيت نشر هذا التسريب، بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار؛ يهدف إلى، تقديم مبررات واهية والقول بأنَّ هناك “مقبولية عربية طاغية الآن للتعاون مع الكيان الإسرائيلي، حتى وإنَّ كان قد ارتكب إبادة جماعية في غزة”.
وهذا التمهيد -بحسب مراد- للمرحلة القادمة، حيث يسعى الأمريكيون من خلال هذا “التسريب المتعمد” إلى طمأنة الأنظمة التي كانت تخشى إحراج تأجيل التطبيع بسبب “هذا الكم الهائل من الدمار في غزة” و”أكثر من خمسة وستين ألف شهيد ومذبحة ضخمة”.
والرسالة الموجهة هي: “لا أطمئنوا، حتى وإنَّ كانت في زمن الإبادة، كان هؤلاء العرب ينسقون مع (إسرائيل) ومع ضباطها”.
واتفق “مراد” مع الباحث “زكريا الشرعبي”، على أنَّ مصطلح “محور الشر” هو مصطلح قديم متداول في الأروقة الأمريكية، وقام بصياغته عمليًّا رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المجرم نتنياهو في أواخر الثمانينات، وجرى تبنيه لاحقًا في الكونغرس الأمريكي، مشيرًا إلى أنَّ “نتنياهو عاود استخدام هذا المصطلح في خطاباته الأخيرة”.
وفي سياق التنسيق، ذكّر “مراد” بالقرار الذي أصدره “البنتاغون” في عام 2021م، وقبل نهاية ولاية ترامب الأولى بخمسة أيام، والذي نص على نقل (إسرائيل) إلى منطقة مسؤوليات القيادة المركزية الأمريكية بعد أنَّ كانت ضمن منطقة المسؤوليات الأوروبية لأكثر من ستين عامًا.
واعتبر أنَّ هذه الخطوة كانت تنذر بأنّه “سوف يستعملون هذه الجيوش وهذه الدول العربية وكل منظوماتهم.. كأكياس رمل لكيان العدوّ الإسرائيلي”.
وفي إطار التنسيق العربي لخدمة العدوّ الصهيوني في مواجهة “الوعد الصادق”؛ قدم “مراد” أدلة على هذا التنسيق المسبق، مستشهدًا بما حدث خلال “عملية الوعد الصادق” الأولى من إيران في أبريل 2024م، والثانية في أكتوبر 2024م، وكذلك “حرب الاثني عشر يومًا”، حيث أكّد أنَّ:
الأردن: استعمل منظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو من أجل “إسقاط المسيرات”.
السعودية والإمارات: “زودّا معلومات إنذار مبكر لشبكات الدفاع الجوي الصهيونية والأمريكية”.
وشدّد على أنَّ هذا التنسيق قائم بسبب “الربط الشبكي بإدارة القيادة المركزية” لكل منظومات الدفاع الجوي العربية، والتي “كانت مسخرة لخدمة الكيان العدوّ الإسرائيلي، وبالتالي اليوم يكشف عن هذا الأمر، ولكن نحن كنا نعرف منذ العام الماضي”.
واختتم الباحث “علي مراد” بالإشارة إلى أنَّ البيانات الصادرة عن الأنظمة العربية لإدانة المجازر كانت “فقط للاستهلاك الإعلامي للتعتيم على فضيحتهم في ارتمائهم في هذا الحضن الإسرائيلي الأمريكي وتوفيرهم خدمات بالمجان”، مشيرًا إلى تورط دول مثل “قطر” في هذه الاجتماعات واستقبال “ضباط صهاينة في زمن الإبادة”.