الخبر وما وراء الخبر

إجراءات فرنسية عسكرية على ضوء المعادلات اليمنية.. صنعاء تعيد رسم موازين القوة العالمية

5

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

15 أكتوبر 2025مـ 23 ربيع الثاني 1447هـ

فرضت اليمن نفسها كعامل رئيسي يعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية والدولية، بعد أن أجبرت دولاً كبرى عسكريًا على إعادة التفكير في أساطيلها الجوية والبحرية واستراتيجياتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الحديثة التي كشفتها القدرات اليمنية، خصوصًا عبر استخدام الطائرات المسيّرة.

وأفاد موقع “آرمي ريكوغشن” المتخصص بالشؤون العسكرية أن فرنسا تدرس إسناد دور جديد لمقاتلة “ميراج 2000D RMV” لمواجهة الطائرات المسيّرة وتخفيف الضغط عن مقاتلات “رافال” الحديثة، وذلك بعد سلسلة العمليات التي نفذتها اليمن في البحر الأحمر والمناطق المحيطة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى “تخفيف العبء عن أسراب رافال وإطالة عمر أسطول ميراج حتى منتصف العقد القادم”.

 

ويُعتبر التحول نحو الاعتماد على الطائرات المسيّرة “تغييرًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك”، إذ “تقلص زمن الإنذار وتزيد من تعقيد منظومات الدفاع الجوي للدول الكبرى”، وهو ما فرضته تجربة اليمن على الدول الغربية، التي اضطرت لمراجعة خططها التشغيلية والتكتيكية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي منيت بهزائم نكراء أمام القوات المسلحة اليمنية.

 

فبعد سلسلة من العمليات المباغتة على حاملات الطائرات الأمريكية وقطعها الحربية والسفن العسكرية في البحرين الأحمر والعربي، اتجهت واشنطن إلى الانسحاب وبدأت في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتطوير تكتيكات الدفاع الجوي لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة اليمنية، ما يعكس مدى قدرة اليمن على إعادة صياغة التوازنات العسكرية والإقليمية من خلال أدوات مبتكرة وفعّالة.

وتؤكد المعطيات والمستجدات أن “القدرات اليمنية لم تعد مجرد تهديد تكتيكي، بل أداة استراتيجية تجبر القوى الكبرى على إعادة بناء قوتها وتكييف أساليبها الدفاعية بما يتوافق مع واقع ميدان المعركة الحديث وقواعده التي تغيرت بفعل الإصرار اليمني، الذي كشف نقاط ضعف استراتيجية في أساطيل الجيوش الكبرى”.

كما تثبت الشواهد اليوم أن اليمن أصبحت معيارًا لتطوير الاستراتيجيات العسكرية الحديثة، حيث تؤكد معاركها وصمودها أن أي حسابات عسكرية دون مراعاة معادلاتها لن تؤدي إلا إلى الفشل، وأن قدرة الشعب اليمني ومقاومته على فرض قواعد الاشتباك الجديدة تجعل أي تدخل خارجي محفوفًا بالمخاطر، ويعيد دول العالم الكبرى إلى طاولة إعادة الحسابات والتفكير بجدية في أدوات القوة والتوازنات المستقبلية.