الخبر وما وراء الخبر

إنهاء نزاعٍ قبليٍّ بين مرهبة والقميحات في نهم بعد عقدين من الاقتتال والثأر

13

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

5 أكتوبر 2025مـ 13 ربيع الثاني 1447هـ

أنهت قيادات رسمية وقبلية في محافظة صنعاء واحدة من أقدم قضايا الثأر في مديرية نهم بين قبيلتي مرهبة والقميحات، بعد نزاع استمر لأكثر من عشرين عامًا أودى بحياة عدد من الضحايا، في خطوة تعبّر عن وعي وطني متنامٍ وإدراك جماعي لأهمية رصّ الصفوف وتجاوز الجراح.

الصلح الذي رعته لجنة عليا برئاسة عضوي المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومحمد النعيمي، وبحضور محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي وعدد من المشايخ والوجهاء، جاء تتويجًا لمساعٍ حثيثة استمرت سنوات، وانتهت بإعلان الطرفين العفو الشامل والتنازل الكامل عن القضية لوجه الله تعالى، تأكيدًا على القيم الإيمانية والقبلية الأصيلة التي تحث على العفو والإصلاح.

ويعد هذا الصلح واحدًا من النماذج التي تجسّد أهداف ثورة 21 سبتمبر في لمّ الشمل اليمني وترميم النسيج الاجتماعي، بعد عقود من التمزق والانقسامات التي غذّتها الحكومات السابقة عبر إذكاء الصراعات والثارات القبلية.

وأكد محافظ صنعاء في كلمته أن ما تحقق اليوم ليس مجرد إنهاء قضية، بل انتصار لقيم الثورة ومبادئها في إعادة الاعتبار للقبيلة اليمنية كحاضنة للسلام والتكافل والتعاون، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إصلاح ذات البين، وتعزيز أواصر الإخاء بين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف المحافظ الهادي أن التسامي عن الجراح وفتح صفحة جديدة من الإخاء يعبّران عن نضج اجتماعي وسياسي كبير، ويشكّلان درعًا واقيًا لوحدة الصف الوطني في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني الذي يسعى لتفكيك الجبهة الداخلية، مؤكدًا أن القبيلة اليمنية اليوم باتت أكثر وعيًا وإدراكًا لخطورة الفتن التي يحاول الأعداء زرعها.

من جانبهم، عبّر أبناء القبيلتين عن اعتزازهم بهذه الخطوة التي تأتي في ظرف وطني استثنائي، حيث يتعرّض اليمن لعدوان وحصار، مؤكدين أن توحيد الصفوف الداخلية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات، ومساندة الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الصهيوني.

وأكدت لجنة الوساطة أن ما جرى اليوم يمثل نموذجًا يحتذى به في حل النزاعات، ورسالة واضحة بأن اليمنيين قادرون على تجاوز خلافاتهم بالحكمة والتسامح، داعية جميع القبائل إلى احتذاء هذا النموذج المشرف والعمل على إغلاق ملفات الصراعات القديمة، والانطلاق نحو بناء وطن متماسك وعادل.

وشارك في مراسم الصلح عدد من الوكلاء والمسؤولين المحليين، إلى جانب مشايخ ووجهاء من مختلف المناطق، الذين أشادوا بالموقف الشجاع لأولياء الدم، وبحكمة قيادات القبيلتين في تقديم مصلحة الوطن العليا على كل اعتبار، مؤكدين أن ما تحقق اليوم هو نصر أخلاقي وإنساني يعكس الوعي العميق بمسؤولية الجميع تجاه وحدة المجتمع اليمني.