الخبر وما وراء الخبر

في الذكرى السنوية للقائدين قاووق والحسيني.. الشيخ قاسم: خطة ترامب لغزة (إسرائيلية) بلبوسٍ أمريكي

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

4 أكتوبر 2025مـ 12 ربيع الثاني 1447هـ

في كلمةٍ شاملة خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين “الشيخ نبيل قاووق وسهيل الحسيني”، وضع الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إطارًا استراتيجيًّا لتفاصيل المواجهة في المنطقة، وتداعيات الخطط الأمريكية.

واعتبر الشيخ نعيم قاسم في كلمته مساء اليوم السبت، أنَّ كل ما يجري هو جزء من مشروع (إسرائيل الكبرى) المدعوم أمريكيًّا، كاشفًا عن خطورة خطة ترامب لغزة، ومعدّدًا5 مخططات قال عنها: إنَّ “العدوّ فشل في تحقيقها في لبنان”.

وشدّد الشيخ قاسم على أنَّ “(إسرائيل) تعمل على مشروع (إسرائيل الكبرى)، والولايات المتحدة الأمريكية تدعمها دعمًا كاملًا”، مؤكّدًا أنَّ أيّ تراجع من قبل العدوّ هو “تراجع تكتيكي يُستغلّ لتحقيق أهداف معينة”.

وأشار إلى أنَّ ما تشهده غزة منذ سنتين هو “جزء لا يتجزأ من هذا المشروع”، داعيًا الجميع إلى مواجهة هذا الخطر “كلٌّ من موقعه بحسب قدرته وخطته”، لأنَّ الجميع مستهدف وسيصل المشروع إليهم.

وتناول أمين عام حزب الله “خطة ترامب” لقطاع غزة، واصفًا إيّاها بأنّها “مليئة بالأخطار” و”خطة إسرائيلية بلبوس أمريكي”، موضحًا أنّ الخطة عُرضت على دول عربية وأُجريت عليها تعديلات “تناسب (إسرائيل) بالكامل؛ بما يؤدي إلى مشروع كيان العدوّ الذي سيحصل عليه بالسياسة وما عجز عنه بالحرب”، مؤكّدًا أنَّ هدفها الأساسي هو “تجريد المقاومة من عناصر قوتها”.

وعن توقيت طرح الخطة، أرجع الشيخ قاسم الأمر إلى أربعة أسباب رئيسية، أبرزها “تبرئة كيان الاحتلال أمام الموجة العالمية التي أدانته” خاصة في الأمم المتحدة، و”لتلطيف الصورة” بعد التحركات الشعبية المتصاعدة في دول أمريكية وأوروبية ضد الإبادة الجماعية.

وفيما أكّد أنّ المقاومة الفلسطينية بفصائلها كافة هي من تقرر الموقف النهائي، شدّد على أنَّ “الاستسلام ليس في قاموس الفلسطينيين”.

وأشاد الشيخ قاسم بالمواقف الدولية المناهضة لكيان العدوّ الصهيوني، لافتًا إلى أنَّ “أغلب دول العالم هم مع دولة فلسطينية وضد الإبادة”، ووجّه تحية خاصة لإسبانيا التي “حملت هذه القضية بشكلٍ مميّز”، متمنيًا أنَّ “تستفيد دول المنطقة وخصوصًا العربية منها وتفعل ما فعلته”.

ونوّه بـ “أسطول الصمود العالمي” الذي يتجه إلى غزة، معتبرًا إيّاه دليلًا على “مستوى الانحدار الذي وصل إليه كيان الاحتلال”.

على الصعيد اللبناني، فصّل الشيخ قاسم خمسة أمور قال إنَّها “فاجأت الأعداء وأفشلت مخططهم في لبنان”:

أولاً: تجنب الانجرار للخروقات: حيث توقع العدوّ ردًّا بالمثل على خروقاته، لكن قرار المقاومة بالصبر واعتبار الدولة هي المسؤولة أسقط هذه الخطوة.

ثانيًّا: المشاركة الفاعلة في الدولة: فشل التدخل الأمريكي في بناء دولة يكون فيها حزب الله ضعيفًا ومعزولًا، حيث فوجئوا بمشاركة الحزب الفاعلة كجزء لا يتجزأ من تركيبة الدولة.

ثالثًا: قوة المعادلة الداخلية: فشل سعيهم لـ “تحصيل بالسياسة ما عجزوا عنه بالحرب” بسبب قوة المعادلة الداخلية التي لا تسمح لهم بذلك، مستشهدًا بالتمثيل الكامل لحزب الله وحركة أمل في المجلس النيابي (27 نائبًا من أصل 27).

رابعًا: إحباط فتنة الجيش والمقاومة: تم إفشال مخطط إشعال فتنة بين الجيش اللبناني والمقاومة تحت شعار “حصرية السلاح” بفضل حكمة الطرفين وتعاونهما.

خامسًا: التفوق المعنوي والإرادة: رغم عدم وجود تكافؤ عسكري، أكّد الشيخ قاسم أنَّ المقاومة تتفوق بـ “التمسك بالوطن والإيمان بالحق والاستعداد للتضحية وثبات إرادة المقاومة وشعب عظيم لا يمكن أن يهزم”.

كما وجّه الأمين العام لحزب الله رسائل مباشرة للمسؤولين في لبنان، مؤكّدًا أنَّ “لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي”، وطالب الحكومة بالنهوض بمسؤولياتها في ثلاثة ملفات رئيسية:

استعادة السيادة: انتقد تقصير الحكومة في متابعة هذا الملف، داعيًا إياها إلى جعل قضية مواجهة العدوان وطرد الاحتلال “خبزها اليومي” عبر النقاش وتشكيل اللجان والتواصل مع الدول الكبرى ومجلس الأمن، معتبرًا أنَّ استعادة السيادة هي “رأس استعادة الاستقرار وبناء البلد”.

إعادة الإعمار: ذكّر الحكومة بالتزامها في بيانها الوزاري بإعادة الإعمار، وطالبها بوضع برامج واضحة وتخصيص بند له في الموازنة، مشيرًا إلى أنَّ “الإعمار لمصلحة الجميع وله نتائج تنموية واضحة”.

قانون الانتخاب: رفض بشكلٍ قاطع العمل على قانون “على مقاس معين”، منتقدًا المطالبة بالسماح للمغتربين بالتصويت لـ 128 نائبًا في ظل وجود “قيود وضغوط” تمنع المقاومة من خوض معركة انتخابية في الخارج.

وكشف أنَّ رئيس إحدى القوى السياسية كان واضحًا بأنَّ الهدف من هذا المطلب هو “ضرب حزب الله والشيعة”، مؤكّدًا التمسك بالتمثيل العادل ورفض أي قانون يُفرض بـ”ضغوط الوصاية”.