في ذكراهما الأولى.. الشيخ قاسم يستحضر المسيرة الجهادية والعلمية للقائدين “قاووق والحسيني”
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
4 أكتوبر 2025مـ 12 ربيع الثاني 1447هـ
في كلمةٍ خصصها لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين “الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني”، استعرض الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، المسيرة الحافلة للقائدين الراحلين.
واستهل الشيخ قاسم كلمته بالإشارة إلى أنَّه سيتناول سيرة الشهيدين القائدين قبل التطرّق للمسائل السياسية؛ في دلالةٍ على الأهمية التي يوليها حزب الله لتكريم قادته، مسلطًا الضوء على أبرز محطاتهما الجهادية والعلمية والإنسانية، ومقدمًا إيّاهما كنموذجين في التضحية والالتزام.
الشيخ نبيل قاووق: العالم المجاهد والملتزم بخط الولاية
وصف الشيخ قاسم في كلمته مساء اليوم السبت، القائد الشهيد “نبيل قاووق” بأنَّه “رفيق درب” الشهيد السيد هاشم صفي الدين، الذي عمل نائبًا له في رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله.
وأشار إلى أنَّ مساهمات “قاووق” الجهادية بدأت مبكرًا، حيث شارك في “الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في إيران، عن قناعةٍ بوجوب مجابهة من يحاربون المقاومة والجمهورية الإسلامية”.
وشدّد الشيخ قاسم على صفة الالتزام المطلق لدى “الشيخ قاووق”، قائلًا: “كان من الملتزمين بأمر الولي وأمر القائد دون نقاش”.
ولم تقتصر مسيرة “الشيخ قاووق” في كلمة الأمين العام لحزب الله، على الجانب العسكري والتنظيمي؛ بل “كان له باع طويل في العلم والتدريس”؛ موضحًا أنَّ الشهيد “لم يترك الدرس والتدريس الديني وله أبحاث في السيرة والعقيدة وهو نموذج من نماذج الارتباط بالله تعالى”.
واعتبر الشيخ قاسم أنَّ استشهاد 12 عالمًا دينيًّا في معركة “أُولي البأس” هو دليل قاطع على أنَّ “العالِم في نهجنا هو جزء لا يتجزأ من حركة الأمة السياسية والجهادية والعملية، يقاتل كما يقاتلون ويعيش كما يعيشون”.
السيد سهيل الحسيني: القائد الأمني والإنساني والجندي المجهول
وفي الجزء الثاني من كلمته، تناول الشيخ قاسم سيرة القائد الجهادي “السيد سهيل حسين الحسيني” (المعروف بـ “السيد أحمد”)، مواليد “برج البراجنة” عام 1966م، وأبرز علاقته التاريخية بالقائد الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان).
وقال: لقد تميّز السيد الحسيني “منذ البداية بأنَّه كان مع الحاج عماد مغنية، لازمه منذ الخطوات الأولى، وكان الحاج عماد يعتمد عليه في العمل الجهادي الأمني بشكلٍ خاص”.
وتتبع الشيخ قاسم المسار الأمني الحافل للسيد الحسيني، الذي شمل: “تسلّم مسؤولية منطقة بيروت أمنيًا عام 1991م، ثم عمله كـ “أمين سرّ” للحاج “رضوان”، ثم توليه مسؤولية مكافحة التجسس حتى عام 2000م، واستلامه “المسؤولية الأركانية” عام 2008م، ليصبح بعدها معاونًا للأمين العام لحزب الله شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله.
وإلى جانب مسيرته الأمنية، كشف الشيخ قاسم عن جوانب إنسانية وأكاديمية في شخصية الشهيد، حيث “اهتم بالجانب الأسري للمجاهدين، ووُصف بأنَّه المربّي والمثقّف والمعلّم”، كما كلّفه السيد الشهيد نصر الله بمتابعة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية؛ “فأسّس عدّة مشاريع لمساعدة الناس”.
وعلى الرغم من المناصب الحساسة التي تولاها، أكّد الشيخ قاسم أنَّ السيد الحسيني “كان يحرص على أنَّ يبقى جنديًّا مجهولًا، بعيدًا عن الأضواء والشهرة”، وتميّز بهدوئه وصبره وثباته، ناهيك عن كونهُ أكاديميًا؛ إذ نال الشهيد درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية وكان يحضّر لرسالة الدكتوراه؛ ما يجسد نموذج القائد الذي يجمع بين العمل الجهادي والتحصيل العلمي.
جاء ذلك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين الشيخ نبيل قاووق وسهيل الحسيني، التي أقامها حزب الله في مجمع الإمام المجتبى (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، بحضورٍ كبير من الحاضنة الشعبية للمقاومة الإسلامية في لبنان.
وتجدر الإشارة، إلى أنهُ وفي الـ 29 من سبتمبر 2024م، زفت المقاومة الإسلامية في لبنان العلامة المجاهد الشيخ نبيل قاووق، والمجاهد السيد سهيل الحسيني، اللذان نالا وسام الشهادة الإلهية الرفيع إثر غارةٍ صهيونيةٍ غادرة في منطقة الشياح، بالعاصمة اللبنانية بيروت.