الخبر وما وراء الخبر

الدكتور نمر: المبادرة الأمريكية بشأن غزة محاولة فرض تسوية غير متكافئة لصالح العدو الصهيوني

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

29 سبتمبر 2025مـ 7 ربيع الثاني 1447هـ

تشهد الساحة السياسية والإعلامية تصاعداً في الجدل حول مبادرة أمريكية جديدة تتعلق بوقف العدوان على غزة، وسط مؤشرات على وجود خلافات بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الحكومة الصهيونية، المجرم نتنياهو بشأن بنودها وآليات تنفيذها.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، الدكتور سعد نمر، إن المبادرة الأمريكية التي تضم 21 بنداً لا تزال غامضة وغير ناجزة بشكل نهائي، مشيراً إلى أنها لم تُعرض رسمياً على المقاومة الفلسطينية أو على حركة حماس، فيما تسربت تفاصيلها إلى الجانب الصهيوني عبر لقاءات المجرمان نتنياهو وترامب.

وأوضح الدكتور نمر في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الاثنين، أن أبرز ما تطرحه المبادرة هو إلقاء سلاح المقاومة الفلسطينية وإطلاق الأسرى الصهاينة خلال 48 ساعة، في مقابل انسحاب مؤجل وغير محدد المدى الزمني ولا الجغرافي للاحتلال، ما يجعلها أقرب إلى صيغة “شبه استسلام” تُفرض على الفلسطينيين.

وأضاف أن البنود المتعلقة بإدارة غزة خلال المرحلة المقبلة تفتقر إلى أي وضوح، وهو ما يعزز مخاوف الفلسطينيين من محاولة فرض وصاية خارجية على القطاع.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أي مبادرة لوقف العدوان على غزة تُشكل “إحراجاً سياسياً كبيراً للمجرم نتنياهو، نظراً لطبيعة الائتلاف الحكومي الهش الذي يقوده، حيث يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب في حال القبول بوقف العدوان والمجازر دون اجتياح كامل لغزة.

ولفت إلى أن الكيان الصهيوني، رغم عدوانه المستمر، فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في تحرير الأسرى وإنهاء المقاومة، الأمر الذي يجعل الحديث عن انتصار الاحتلال ادعاءً سياسياً وإعلامياً أكثر من كونه إنجازاً ميدانياً.

وأكد الدكتور نمر أن الولايات المتحدة باتت تحت ضغط دولي وشعبي متصاعد لوقف العدوان، سواء من جانب أوروبا أو من داخل المجتمع الأمريكي نفسه، مبيناً أن إدارة المجرم ترامب تحاول عبر هذه المبادرة منح الكيان الصهيوني انتصاراً سياسياً لم تحققه على الأرض”، مشيراً إلى أن ترامب يسعى لتوظيف الملف الفلسطيني ـ الصهيوني في مشروعه الأوسع بالمنطقة، بما يشمل إحياء اتفاقيات التطبيع وتوسيعها لتشمل دولاً عربية وإسلامية إضافية.

ولفت إلى أن أي حل يفرض على غزة دون وضوح بشأن مستقبل الضفة الغربية والدولة الفلسطينية سيكون مصيره الفشل، محذراً من أن الخطة الأمريكية قد تتحول إلى مجرد ورقة ضغط تستخدمها واشنطن لإجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات جوهرية، دون ضمانات حقيقية لانسحاب العدو الصهيوني أو لإقامة دولة مستقلة.