الخبر وما وراء الخبر

ثورة “بيترو” وبرود العرب وخيبة المجرم نتنياهو.. غزة تختبر العالم

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

28 سبتمبر 2025مـ 6 ربيع الثاني 1447هـ

من قلب نيويورك، فجّر الرئيس الكولومبي غوستافو بترو عاصفة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، بعدما تصدّر المشهد العالمي بخطاباته ومشاركته المباشرة في احتجاجات داعمة لفلسطين على الأراضي الأمريكية.

لم يكتف بترو بخطاب مؤثر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل خرج إلى الشوارع ليشارك المتظاهرين ضد الإبادة الصهيونية في غزة، ما اضطر البيت الأبيض إلى سحب تأشيرته بشكل عاجل، في خطوة اعتُبرت محاولة لإخماد صوته الذي تجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية.

دعا بترو المجتمع الدولي إلى تجاوز البيانات والقرارات غير الملزمة، مؤكداً أن “وقف المجازر الصهيونية لا يمكن أن يتحقق إلا بالقوة، عبر تشكيل جيش إنساني عالمي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني”.

خطابه حمل نبرة ثورية صريحة، وصفها مراقبون بأنها “أجرأ موقف لرئيس دولة في الجمعية العامة منذ عقود”، خصوصاً مع دعوته الصريحة إلى عصيان ترامب ومواجهة الولايات المتحدة باعتبارها شريكاً في الجرائم ضد المدنيين.

في المقابل، جاء خطاب رئيس وزراء الاحتلال، المجرم نتنياهو وسط مشهد غير مسبوق، إذ قوبل بانسحاب جماعي من قاعة الأمم المتحدة، تاركاً المقاعد فارغة، فيما بقيت وفود محدودة بينها بعض الدول العربية.

المشهد، بحسب مراقبين، شكّل مؤشراً واضحاً على اتساع عزلة إسرائيل الدولية إلى مستويات لم تشهدها منذ أكثر من سبعين عاماً.

وبينما فجّر بترو الموقف بخطاباته وحضوره الشعبي والإعلامي، بدت مشاركة بعض القادة العرب والإسلاميين باهتة وهامشية، اكتفت ببيانات تقليدية دون رؤية مشتركة أو خطة عملية لوقف العدوان، بعضهم فضّل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أروقة نيويورك، في وقت كان بترو يخاطب العالم بلغة حاسمة أثارت الإعجاب والجدل على حد سواء.

يرى محللون أن ما قام به بترو يمثل نقلة نوعية في الدبلوماسية اللاتينية، حيث باتت كولومبيا في طليعة الدول التي تكسر الصمت الدولي وتتبنى خطاباً أخلاقياً وإنسانياً داعماً لفلسطين.

كما اعتبر آخرون أن هذا الموقف يعكس حتمية تاريخية ودينية لانكشاف المشروع الصهيوني وعزلته، حتى وإن جاء صوت التغيير هذه المرة من أميركا اللاتينية لا من العالم العربي.