بعد طول المعاناة والحرمان.. أهالي السهلة بالمحويت يشقون طريقهم بأيديهم ويناشدون بتوفير الديزل والأسمنت
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
28 سبتمبر 2025مـ 6 ربيع الثاني 1447هـ
في إطار نافذة العطاء المجتمعي التي تسلط الضوء على مبادرات الأهالي في مختلف المناطق، برزت مبادرة أبناء منطقة السهلة بوادي زينب، والقرى المجاورة بعزلة بدح في مديرية ملحان بمحافظة المحويت، لشق طريق بطول ثلاثة كيلومترات كمرحلة أولى، بجهود ذاتية خالصة، في تضاريس جبلية صعبة وواقع خدمي معدوم.
المبادرة التي انطلقت مطلع فبراير 2024م، حققت إنجازاً تمثل في شق نحو 700 متر، غير أنها ما تزال متعثرة نتيجة انعدام الدعم وغياب توفير مادة الديزل والمواد المساندة.
رئيس اللجنة المجتمعية للمبادرة، الشيخ رضوان أبكر مسعود السهلة، أكد أن الطريق تعد شريان حياة لأهالي المنطقة، لعدم وجود أي طريق بديلة، مشيراً إلى أن المرضى كثيراً ما يتم إسعافهم على الأكتاف لمسافات طويلة حتى الوصول إلى أقرب طريق رئيسية، وبعضهم يفارق الحياة قبل الوصول.
كما لفت إلى أن الأهالي يفتقدون للخدمات الأساسية، والمدارس غير مكتملة، وأطفالهم يدرسون تحت الأشجار في العراء منذ تأسيس مدرسة على الورق عام 2008 م، لم ترَ النور حتى اليوم.
وقال الشيخ رضوان: “قمنا بمبادرة مجتمعية بأنفسنا، وتحركنا بأيدينا حتى وصلنا إلى أماكن وعرة تحتاج إلى معدات ثقيلة، واضطررنا لجلب بوكلين من عمران رغم التكلفة الباهظة، لكننا توقفنا بسبب عدم توفر الديزل.
وتابع: “رفعنا مناشدات عديدة إلى الجهات الرسمية، لكن حتى الآن لم نتلقَّ أي استجابة فعلية. نحن بحاجة ماسة إلى وقود الديزل ومساعدات بسيطة حتى ننجز ما تبقى من الطريق”، مناشداً السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ورئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والجهات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون لإتمام المشروع.
موقف السلطة المحلية
من جانبه، أوضح مدير عام مديرية ملحان، غمدان العزكي، أن المبادرة المجتمعية التي أطلقها الأهالي تمثل نموذجاً راقياً للتعاون الشعبي، لكنها تعثرت نتيجة غياب الإمكانيات، والوعود التي لم تلمس جديتها من قبل الهيئة العامة للزكاة ووحدة التدخلات السريعة في المحافظة، مشيراً إلى أن الأهالي تمكنوا من شق 700 متر، فيما تبقى 2300 متر، بحاجة إلى استكمال.
وقال العزكي: “قمنا بمتابعة هذا الملف مع وزارة الإدارة المحلية ووحدة التدخلات العاجلة، ورفعنا مذكرات عدة لتوفير مادة الديزل وإجراء دراسة هندسية شاملة لاستكمال المشروع. وأضاف: “لكن حتى الآن لم يتم تلبية الطلبات بالشكل المطلوب.
نحن بدورنا نرفع صوتنا مجدداً للجهات المختصة، خاصة هيئة الزكاة ووحدة التدخلات، لتوفير كمية بسيطة من الديزل وعدد من أكياس الأسمنت، وهو ما سيحدث فارقاً كبيراً في حياة أبناء هذه المناطق المحرومة من أبسط الخدمات”، مؤكداً أن استكمال الطريق سيخفف عن الأهالي معاناة كبيرة صحية وخدمية وإنسانية.
إن مبادرة وادي زينب بمديرية ملحان تجسد صورة صادقة لتلاحم المجتمع اليمني وصموده رغم الظروف القاسية، لكنها تحتاج اليوم إلى دعم رسمي وخيري عاجل.
لذا فإن الأهالي يجددون مناشدتهم للقيادة الثورية والسياسية بسرعة التواصل مع الجهات الداعمة وتقديم التسهيلات العاجلة، عبر توفير الاحتياجات الأساسية من الديزل والمواد اللازمة، حتى يكتمل هذا المشروع الحيوي الذي يمثل طوق نجاة لعشرات القرى المعزولة.