الخبر وما وراء الخبر

فرحات: بيئة المقاومة في لبنان باقية ومتجذّرة في الأرض لا يمكن لأحد أن يغيّر مكانتها بالقوة

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

26 سبتمبر 2025مـ 4 ربيع الثاني 1447هـ

علق الكاتب والمحلل السياسي، فراس فرحات، على فعالية إحياء الذكرى السنوية التي شهدتها بيروت احياءا لذكرى القادة والشهداء، مؤكداً أن المشهد الجماهيري كان رسالة سياسية واستراتيجية موجّهة إلى الداخل اللبناني وإلى العدو الإقليمي والدولي.

وقال فرحات في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، إنّ الحضور الواسع من أقصى الجنوب إلى البقاع وطرابلس والضاحية يختزل رسالة واضحة مفادها: “هذه البيئة باقية ومتجذّرة في الأرض، لا يمكن لأحد أن ينتزع خصالها أو يغيّر مكانتها بالقوة أو بالقرارات”.

وأضاف أن المشهد ضَعَفَ من مزاعم من وصفهم بمن راهنوا على تراجع “بيئة المقاومة” أو على إضعاف تأثيرها في الساحة اللبنانية.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن الفعالية لم تكن موجّهة فقط إلى جمهور المقاومة بل كانت رسالة مباشرة للعدو الصهيوني بأن “المقاومة موجودة، سلاحها خط أحمر، وهي مستعدة للدفاع عن لبنان مهما اشتدت الضغوط”.

وانتقد ما وصفه بـ”تغليف قرارات سياسية بارتباطات خارجية”، مبيناً أن تركيبة الحكومة الحالية تمرّ بقرارات تتأثر بضغط أمريكي-سعودي، ويترتب على ذلك محاولات لتهميش بيئة المقاومة أو فرض واقع داخلي يباعد بين مكوّنات المجتمع اللبناني.

وأوضح فرحات أنّ في هذا السياق تُفهم بعض المواقف التي عارضت أو قلّلت من شأن إحياء الذكرى بشكل شعبي، واعتبر أن هذه المواقف تتوافق في المحصلات مع حسابات خارجية تسعى لفرض اختيارات سياسية تُضعف المقاومة وبيئتها.

ورغم التشديد على الجاهزية للدفاع وحماية “سلاح المقاومة” وكرامة الشهداء، شدّد فرحات على أنهم يميّزون بين “الخصوم” والـ”أعداء” داخل لبنان، مُبديًا رغبة في مدّ يد الحوار داخلياً طالما لم تتّجه الأمور إلى فتنة داخلية، محذرا لكنه حذّر من أن أي محاولات لإحداث شرخ داخلي هي بالأساس في خدمة مصالح العدو وتصبّ في خانة الرهانات الخاطئة.

ولفت إلى مجموعة دلالات يمكن ترجمتها على مستوى الواقع أبرزها، المشهد الشعبي الكبير يعيد إنتاج شرعية رمزية لبيئة المقاومة، ويصعّد تكلفة أي سياسات تهدف لتهميشها، استمرار الحشد الشعبي يعطي إشارات ردع للعدو الإسرائيلي ويقلّل من قدرة المبادرات الخارجية على فرض واقع جديد داخل لبنان، الضغوط الخارجية والإملاءات الحكومية إذا واصلت نهجها قد تؤدي إلى مزيد من الاحتقان، لكن المشهد حتى الآن يُظهر تمسّكاً شعبياً واسعاً بخيار المقاومة.

وأفاد الكاتب والمحلل السياسي إلى أن فعالية الخميس كانت محطة سياسية رسّخت موقع «بيئة المقاومة» في الساحة اللبنانية، ووجّهت رسائل واضحة إلى العدو وإلى من يحاولون فرض قرارات بالوكالة عن الخارج، ورجّح أن تبقى المقاومة وجمهورها حجرَ أساس في أي حسابات مستقبلية على الصعيد السياسي والأمني، مع رفض مطلق لأي مساعٍ لفتح أبواب الفتنة الداخلية.