الدكتور حمود الأهنومي: الثورة السبتمبرية الفتية أعادت بناء المشروع الحضاري الإيماني
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
21 سبتمبر 2025مـ 29 ربيع الأول 1447هـ
أكد الباحث الدكتور حمود الأهنومي، أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مثلت لحظة فاصلة في التاريخ اليمني الحديث، إذ نقلت البلاد من حالة الوصاية الخارجية والانهيار إلى مشروع حضاري متكامل ينطلق من الهوية الإيمانية والنهج القرآني.
وقال الأهنومي في مداخلة على قناة المسيرة: إن “الثورة لم تكن مجرد حدث سياسي عابر أو انتفاضة شعبية غاضبة، بل كانت استجابة واعية لمتطلبات مرحلة بلغت ذروتها في 2011 و2012، حيث أيقن الشعب اليمني أن التغيير بات ضرورة لا خيارًا”.
وأوضح أن الشعب، بحسه الفطري وذكائه المتجذر، أدرك أن البديل الحقيقي ليس في المبادرات الخارجية، بل في مشروع داخلي نابع من الهوية والثقافة القرآنية.
وتابع حديثه قائلاً: “لقد عايش الشعب فشل الثورات السابقة، كـ11 فبراير، والتي انتهت إلى أروقة المبادرة الخليجية، فاحتواها الخارج وقوضها الداخل، أما هذه الثورة، فقد حملت مشروعًا واضحًا، وقيادة حكيمة، وجمهورًا مؤمنًا بالتحرر والسيادة”.
الحرية والاستقلال: حجر الأساس للمشروع الحضاري:
ووصف الدكتور الأهنومي الحرية والاستقلال بأنهما الخطوة الأولى نحو بناء المجد اليمني والحضارة الإيمانية، معتبرًا أن الشعب اليمني خاض هذه الثورة لانتزاع قراره الوطني من الوصاية الخارجية، التي وصلت إلى حد إدارة البلاد من قبل سفراء الدول العشر، وعلى رأسهم السفير الأمريكي، الذي قال إنه “كان يتصرف كرئيس للرئيس وشيخ للمشايخ”.
وأكد أن الثورة لم تكن تسعى إلى إسقاط نظام، بل إلى تأسيس نظام يحمل رؤية ومنهجية قرآنية، تمتلك خارطة طريق لبناء دولة قوية وعادلة، تُنهي زمن التبعية وتُرسّخ مبدأ السيادة الشعبية.
وأضاف: “المنهجية التي جاءت بها ثورة 21 سبتمبر، بقيادة قائد المسيرة القرآنية، تختلف كليًا عن أي تحرك سياسي سابق.
القيادة الحكيمة… مفتاح الانتصار:
وشدّد الأهنومي على أن القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كانت عنصر الحسم في نجاح الثورة واستمرارها رغم حجم المؤامرات الدولية والإقليمية. وأوضح أن خطابات السيد، منذ انطلاق المسيرات التحذيرية وحتى اتخاذ قرار الحسم، مثلت وثائق تاريخية يمكن الرجوع إليها لفهم منطق الثورة وعمقها.
واستطرد: “بخلاف كل الثورات، لم تقتل ثورة 21 سبتمبر أبناءها، ولا حتى خصومها، بل منحت الجميع شراكة في مشروع وطني جامع، وقدّمت توازنًا نادرًا بين الداخل اليمني وعمقه العربي والإسلامي”.
وأشار الدكتور الأهنومي إلى أن من أبرز إنجازات الثورة كان إسقاط مخطط الأقاليم الذي كان يراد به تمزيق اليمن إلى كانتونات متصارعة، ضمن مشروع أمريكي صهيوني يستهدف تفتيت المنطقة تحت شعار “الشرق الأوسط الجديد”.
وأكد أن الثورة كشفت مبكرًا هذا المشروع، وأفشلته من جذوره، وأثبتت أن اليمن قادرة على الصمود والتماسك، بل وقيادة مشروع تحرري يمتد إلى فلسطين وكل قضايا الأمة.
وأردف بالقول: “اليهود والصهاينة يعرفون جيدًا سنن الله في التغيير، وقد أدركوا منذ البداية أن ثورة يمنية بهذا الوعي وهذه القيادة لا يمكن الاستهانة بها، ولهذا رأينا الخوف الصهيوني مبكرًا من أن يكون لليمن دور مركزي في دعم فلسطين”.
الثورة مستمرة.. نموذج البناء سيكتمل:
وفي ختام تصريحاته، أكد الأهنومي أن الثورة لا تزال مستمرة، وأن ما تحقق حتى اليوم، بدءًا من كسر الوصاية وتحقيق الاستقلال، وصولًا إلى بناء مؤسسات الدولة والصمود في وجه العدوان، ليس إلا الخطوة الأولى في مسار بناء “الحضارة الإيمانية” التي دعا إليها قائد الثورة، والتي تنطلق من القرآن الكريم وتصب في مصلحة الشعب وكرامته وحقوقه.
وختم حديثه بالقول: “إن ما نراه اليوم من التمكين والانتصارات في مختلف الجبهات، والتفاعل الشعبي غير المسبوق مع خيارات القيادة، هو ثمرة وعي وثورة، وتجسيد حي لسنة إلهية وعد بها الله عباده المستضعفين، بأن يكونوا هم الوارثين للأرض والكرامة والسيادة”.