الأسد: 21 سبتمبر انتصرت لتاريخ الثورة اليمنية بإسقاط الالتفاف الخارجي التآمري
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
21 سبتمبر 2025مـ 29 ربيع الأول 1447هـ
أكد الدكتور حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أن ثورة 21 سبتمبر كانت نقطة تحول استراتيجية في تاريخ اليمن، حيث نقلت البلاد من حالة الوصاية الأجنبية إلى مرحلة استعادة السيادة الكاملة والقرار الوطني المستقل.
هذه الثورة، كما وصفها الدكتور الأسد، لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت مسيرة شعبية شاملة أثبتت أن إرادة الشعب اليمني هي العامل الحاسم في كتابة مستقبله.
وفي سياق تصريحاته، بيّن الدكتور الأسد أن اليمن قبل الثورة كان يعاني من سيطرة كاملة للسفارات الأجنبية، خصوصًا الأمريكية والإماراتية والسعودية، التي كانت تتحكم في كل مفاصل القرار السياسي والاقتصادي، بل وحتى العسكري والأمني.
وقال إن القرار السيادي في اليمن كان منقوصًا، إذ كان البلد تابعًا لتوجهات إقليمية ودولية ولم يكن له دور فاعل على الساحة الإقليمية والدولية، مضيفاً “لكن مع انطلاقة الثورة، حصل انقلاب في الواقع اليمني، حيث عادت السيطرة إلى الشعب وتم انتزاع القرار الوطني من أيدي الوصاة. واعتبر الدكتور الأسد أن هذا الإنجاز يمثل الخطوة الأولى نحو بناء يمن حر مستقل، قادراً على التحكم في مصيره وفي مقدراته”.
مواجهة المحاولات الأمريكية والإقليمية لإفشال الثورة:
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور الأسد أن الإدارة الأمريكية تحركت بقوة للحفاظ على هيمنتها عبر دعم التشكيلات العسكرية والأمنية التي تخدم مصالحها، إضافة إلى وجود قوات المارينز الأمريكية في اليمن، وعمليات إعادة هيكلة الجيش والقوات الأمنية بهدف تثبيت الوصاية.
وأشار إلى محاولات تعطيل المنظومات الدفاعية ونقل السلاح بهدف إضعاف الجيش الوطني.
مع ذلك، كان الحراك الشعبي الذي انطلق بشكل سلمي وممنهج أكبر من أن يُوقف، فحسب قوله، تميزت بوعي عالٍ وتوجيهات قيادية حكيمة استندت إلى المنهجية القرآنية، مما حال دون تحولها إلى عنف دموي أو انتقام، خلافًا لكثير من الثورات في العالم.
وتطرّق الدكتور الأسد إلى المخططات الخارجية التي كانت تستهدف اليمن، خاصة ما يعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد” الذي كان يهدف إلى تفتيت الدول وتغيير خارطة المنطقة لخدمة المصالح الصهيونية الأمريكية.
وأكد أن الثورة جاءت كرفض حاسم لهذه المخططات، وكسرت مشروع تقسيم اليمن الذي روجت له بعض القوى الخارجية، مشددًا على أن الشعب اليمني تمكن من إحباط هذه المشاريع بوعي وثبات.
صمودٌ في وجه العدوان.. الثورة مستمرة بإصرار الثوار:
في ظل العدوان العسكري الغاشم، الذي شن أكثر من 500 ألف غارة جوية على اليمن من قبل تحالف يضم 17 دولة، أكد الدكتور الأسد أن الشعب اليمني لم ينكسر، بل زادت عزيمته، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات الفاشلة كانت بمثابة زلزال للأطراف المعادية.
وأضاف أن الحصار المستمر والمعاناة التي يمر بها اليمنيون لم تثنِ عزيمة الثورة، بل عززت من إصرار الشعب على تحقيق الحرية والكرامة ورفع الوصاية التي كانت تشكل عائقًا أمام التنمية.
ونوّه إلى أن الثورة اليمنية اعتمدت على هوية وطنية أصيلة متجذرة في القيم اليمنية والمرتكزة على المنهجية القرآنية، ما جعلها مختلفة عن غيرها من الحركات، حيث رُسمت على أسس من الوحدة والشراكة وعدم الانتقام، مما منحها مقومات الاستمرارية والثبات.
واختتم الدكتور الأسد حديثه بالتأكيد على أن النصر النهائي قادم لا محالة، وأن الثورة ستواصل طريقها حتى تحقيق جميع أهدافها في بناء دولة يمنية مستقلة ذات سيادة، تحقق الازدهار والتنمية لشعبها، وتدعم قضايا الأمة، خاصة القضية الفلسطينية.