الخبر وما وراء الخبر

حميّة: اليمن يحمل اليوم لواء الأمة وبثورته سينتصر على المساعي الإقليمية المتآمرة عليه وعلى موقفه المشرف

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

21 سبتمبر 2025مـ 29 ربيع الأول 1447هـ

أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية والسياسية، الدكتور علي حمية، أن الثورة اليمنية التي انطلقت في 21 سبتمبر 2014، شكلت حالة استثنائية في سياق ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، لا من حيث الأهداف ولا المسار ولا النتائج. إذ لم تكن امتدادًا للفوضى الخلّاقة التي روّج لها الغرب، بل ثورة وطنية ذات طابع تحرري سيادي، رفضت الهيمنة الخارجية وأفشلت مشاريع التقسيم والتطبيع.

وأوضح حمية في مداخلة على قناة المسيرة، أن ما يُعرف بالفوضى الخلاقة والربيع العربي كانا جزءًا من جدول “الشرق الأوسط الكبير” أو “الجديد” الذي سعت القوى الغربية إلى تمريره في المنطقة، لإعادة تشكيل الخارطة السياسية والجغرافية بما يخدم الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية.

وأضاف: “لكن الثورة اليمنية، بخلاف هذا المسار، أفشلت المخطط لأنها لم تسقط في يد الأمريكي. فكان لا بد من مواجهتها عبر العدوان، ومن خلال تحالف دولي إقليمي واسع، يضم الدول المطبعة والمحتلة أمريكيًا وصهيونيًا عبر القواعد العسكرية المنتشرة فيها.”

وأكد أن واشنطن عملت على ضرب الثورة اليمنية بأساليب متعددة، منها:القصف المباشر بطائرات يقودها طيارون أمريكيون، يتقاضى بعضهم 7 آلاف دولار عن كل غارة، والدعم العسكري والسياسي السعودي والإماراتي، والتلاعب بالعقول في بعض المناطق اليمنية، بالإضافة إلى استخدام المرتزقة وتعيين قيادات بديلة في المناطق المحتلة الواقعة تحت سيطرة العدوان وأدواته.

وبيّن الدكتور حمية أن الموقف الثوري في اليمن كان طبيعيًا في دعمه للقضية الفلسطينية، انطلاقًا من مبدأ دعم المظلومين وفك الحصار عن المحاصرين، وقال: “هذه الثورة قامت من أجل الشعب اليمني أولاً، ومن أجل حقوقه وكرامته وسيادته، وهي بطبيعتها لا يمكن أن تقف إلا في صف المظلومين”.

وحذر حمية من تطورات خطيرة على مستوى الإقليم، مشيرًا إلى “تحالف جديد بين السعودية وباكستان، تم تتويجه مؤخرًا باتفاقية دفاع مشترك، قد تُشكل مدخلًا لتجدد التصعيد في الملف اليمني، ولكن هذه المرة بإدارة جديدة”.

وقال: “من خلال الدراسات التي أتابعها، أرى أن هناك توكيلًا جديدًا للملف اليمني إلى دول التطبيع العربي، نظراً لأن أمريكا والكيان الصهيوني لم تستطيعا هزيمة اليمن، فتم تمريره مجددًا إلى صهاينة العرب – ولكن مع إضافة باكستان إلى هذا الحلف”.

وأضاف أن أحد المؤشرات التي يجب رصدها هو تموضع الجنود الباكستانيين. فإذا كان تمركزهم في شمال السعودية فقد يكون لمواجهة “عدو مزعوم” آخر، لكن إذا انتشروا في الجنوب، فذلك يعني إعادة فتح جبهة اليمن، في إطار مخطط جديد تديره الدول المتواطئة مع واشنطن وتل أبيب.

وتابع حديثه قائلاً: أن “التموضع الإقليمي الذي يعيد تشكيل معسكرين متقابلين:الأول معسكر مقاومة يضم اليمن، إيران، فلسطين، لبنان، فيما الثاني معسكر تطبيعي تديره واشنطن والكيان الصهيوني عبر أدوات عربية وإقليمية.

وأشار إلى أن باكستان تقاربت مؤخرًا من محور المقاومة، وهو ما قد يربك حسابات دول التطبيع، التي تسعى إلى استمالتها لإعادة تحريك ملفات عالقة، ولكن ليس لمواجهة “العدو الإسرائيلي”، بل لضرب أي مشروع استقلالي مقاوم في المنطقة.

وفي سياق متصل، نوّه الدكتور علي حميّة إلى أناليمن بات يحتل دورًا فاعلًا في محور المقاومة، لافتًا إلى أن اليمن اليوم هو المدافع الأقوى عن القضية الفلسطينية وحامل لواء الأمة في مواجهة العدو الصهيوني.

وقال في هذا الصدد: إن “ثورة اليمن وأنصار الله في صنعاء يقودون مقاومة حقيقية لم تستطع العديد من الدول الإسلامية والعربية القيام بها”، مضيفًا أن “اليمن لم يعد يُمثل بحكام القمم الإسلامية والعربية، الذين غابت عنهم الإرادة الحقيقية لدعم القضية الفلسطينية، في حين يُذبح الشعب الفلسطيني ولا يلقى الدعم الكافي من بعض الأنظمة التي تكتفي بالتنازلات”.

ونوّه في ختام تصريحاته، إلى أن اليمن يواصل تطوير قدراته العسكرية بشكل متسارع، خاصة في مجال الصواريخ، معربًا عن تقديره للتطورات النوعية مثل الصواريخ متعددة الرؤوس والصواريخ ذات الصوت الفردي والسرعات العالية التي حققتها.