الخبر وما وراء الخبر

دوافع ثورة 21 سبتمبر سر النجاح وضمان البقاء

4

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

20 سبتمبر 2025مـ 28 ربيع الأول 1447هـ

بقلم// سعاد الشامي

إن الثورات الشعبية لا تولد من فراغ، وإنما تتفجر من رحم المعاناة والظلم والاستبداد وتتشكل من آلام الشعوب وآمالها، ولكل ثورة دوافع واضحة، وأسباب جلية تدفع الشعب إلى الانتفاض وكسر قيود الاستبداد، ولها أهداف عظيمة تسعى لتحقيقها في ميادين الحرية والعدالة والسيادة.

إذا ما تطلعنا إلى ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر نرى أنها ثورة انطلقت من واقع الارتهان للسفارات الأجنبية وخاصة الأمريكية والسعودية ومن واقع الفوضى والانفلات الأمني والاغتيالات والتفجيرات ومشاريع التفريق والانقسام وهيمنة الفساد والفاسدين ، في ظل وجود جيش ضعيف مجند لحماية نفوذ الحاكم لاحماية سيادة الوطن.

وتبعًا لهذا الواقع تجلت أهداف ودوافع ثورة الأحرار في اسقاط الوصاية الخارجية وتعزيز السيادة الوطنية، وافشال مشروع الأقاليم ، وإحلال الأمن الداخلي والقضاء على الجماعات التكفيرية ، ومواجهة الفساد واصلاح مؤسسات الدولة ، وتأسيس قوة عسكرية عظيمة وبناء جيش قوي ولائه لله والوطن، وتعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية لدى أبناء المجتمع.

وبفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة نجحت ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر في تحقيق معظم أهدافها العادلة والتي تحولت اليوم إلى مسار مقاومة وصمود ليس في مواجهة مرتزقة وخونة الداخل بل في مواجهة أعتى قوى الإجرام والاستكبار الخارجي.

إن دوافع الثورات تمثل الميثاق الأخلاقي والسياسي الذي يلتف حوله الشعب، وأهدافها تمثل الطريق نحو المستقبل الذي ضحى من أجله الأحرار، وكلما كانت الأجيال أوفى لتلك المبادئ، كان بقاء الثورة أقوى وحضورها أعمق وكلما تناست الشعوب دوافع ثوراتها يسهل على خصومها إعادة إنتاج أدوات ووسائل الاستبداد مجددًا.

لهذا فإن الوفاء لثورة الحادي والعشرون من سبتمبر يقتضي استحضار منطلقاتها ودوافعها باستمرار، وحراسة أهدافها، وربط الحاضر بالماضي، وصياغة المستقبل على ضوء ذلك كله، فبقاء الثورة مرهون بقدرتها على التمسك بجذورها الأصيلة، والإصرار على الوصول إلى ثمارها الكاملة مهما طال الطريق أو عظم التحدي.