21 سبتمبر.. علامة فارقة في تاريخ اليمن
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
20 سبتمبر 2025مـ 28 ربيع الأول 1447هـ
بقلم / إبراهيم عبدالرحمن المتوكل
شكلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، وتحولا مفصليا في حياة اليمنيين بعد عقود من التبعية والعمالة والارتهان والفساد، والمؤامرات الخطيرة التي كان يتعرض لها اليمن بعد أن وصلت البلاد إلى حالة استلاب القرار السياسي.
لم تكن هذه الثورة المباركة مجرد تغيير سياسي داخلي، بل كانت انعكاساً لإرادة شعبية وطنية صلبة رفضت أن بقاء اليمن ساحة للمؤامرات الخارجية، والقوى الطامعة في ثرواته وموقعه الإستراتيجي.
وتكمن أهمية هذه الثورة المجيدة في أنها حققت إنجازات عظيمة ونقلت الشعب اليمني من وضع كان فيه مسلوب الإرادة والقرار.. مستباحاً من قبل الأعداء، إلى وضع أصبح رقما صعباً ومؤثراً في مجريات الأحداث وقوة فاعلة بالمنطقة والعالم.
كانت اليمن لعقود مضت بمثابة حديقة خلفية للسعودية ومن ورائها أمريكا، وكان سفيرا الرياض وواشنطن هما الحاكمان الفعليان لليمن، حيث عملت السعودية على شراء الكثير من الولاءات القبلية والدينية وإثارة الفتن والنعرات وتمزيق النسيج الاجتماعي، في الوقت الذي اتجه فيه السفير الأمريكي إلى اختراق الحالة الشعبية، وبدأ بتنسيق علاقات مباشرة مع بعض الشخصيات الاجتماعية، والمشائخ، والوجاهات الاجتماعية، وحاول أن يعزز له ارتباطات مع بعض المناطق، واتجه أيضاً إلى وجهة أخرى هي المجتمع المدني؛ ليتغلغل من هذه النافذة، وأصبح يتدخل في كل شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية العدائية.
أسقطت ثورة الـ 21 من سبتمبر مشروع الأقلمة والوصاية الدولية على اليمن التي جاءت محمولة على قرارات مجلس الأمن وما يسمى بالفصل السابع، والذي كان الغرض منه تمزيق اليمن وتجزئته، وتغذية الصراعات والاغتيالات، ونشر الفوضى والحروب فيه وغيرها.
كما إن ثورة الـحادي والعشرين من سبتمبر، قد مثلت فاصلاً وسداً منيعاً ضد التطبيع، ولولا هذه الثورة الـعظيمة لكان اليمن قد سبق الإمارات والبحرين في التطبيع مع كيان العدو الصهيوني.
قبل ثورة 21 سبتمبر كان الوضع الأمني في اليمن في ذروة الضعف والانهيار والانفلات وأصبح القتل والتفخيخ والتفجير يمارَس بصورة شبه يومية، بل وصل الأمر إلى الحد الذي عجز فيه منتسبو الجيش والأمن عن ارتداء بزتهم العسكرية الرسمية ورتبهم؛ خوفاً من الاستهداف والقتل، الذي طال المئات منهم؛ كما عملت الأنظمة السابقة ووفق توجيهات أمريكية على تدمير القوات الدفاعية اليمنية بشكل عام، وتسريح ألوية حماية الحدود وقوات الدفاع البحري العسكرية، واستبدالها بـ ”وحدات أمنية رمزية”.
وبعون الله نجحت ثورة الـ21 من سبتمبر في القضاء على جيوب الجماعات التكفيرية داعش والقاعدة وتطهير كافة المناطق من تواجداها بشكل نهائي، وتأمين الطرقات للمسافرين، والقضاء على فتنة ديسمبر، وبناء منظومة أمنية واستخباراتية قوية وفعالة، لمواجهة الحرب الأمنية والاستخباراتية لدول العدوان، ووصلت إلى درجة التفوق على تلك الحرب التي يشنها العدوان ضد الشعب اليمني.
كما تم إعادة بناء وتأهيل الجيش والأمن وفق أسس قرآنية وعقيدة جهادية قرآنية في خدمة شعبه والدفاع عن وطنه وعدم الارتهان للخارج، وتم تطوير القدرات العسكرية في مجال التصنيع العسكري، في مختلف الصناعات العسكرية، بدءًا من المسدس والكلاشنكوف والمدفع إلى الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمختلف مدياته، وبعون الله، وجهود ومتابعة قائد الثورة يحفظه الله، حققت اليمن ما عجزت الكثير من الدول المتقدمة عن تصنيعه.
إلى ذلك استطاعت ثورة الـ21 من سبتمبر، الحفاظ على العملة الوطنية واستقرار سعر الصرف، وتوفير المرتبات بعد أن قام العدوان الصهيوأمريكي وأدواته بفرض حصار اقتصادي خانق، وتدمير المنشآت الاقتصادية، ونقل البنك المركزي.
كذلك فإن من أهم إنجازات ثورة 21 سبتمبر المجيدة، إنشاء الهيئة العامة للزكاة، وإعادة الاعتبار لهذه الفريضة الدينية العظيمة، التى سعت الأنظمة السابقة إلى تغييبها تماما لعقود مضت، وبفضل الله، وجهود قائد الثورة يحفظه الله، تم تفعيل دورها وفق منهجية قرآنية، وصرفها في مصارفها الشرعية، والتي وصل خيرها إلى غالبية أبناء الشعب اليمني.
ختاماً فإن ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، مستمرة في تحقيق الإنجازات والتصدي للهيمنة الخارجية بشتى صورها، وتعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف الوطني، وبناء جيش وطني قوي، ومؤسسات دولة قادرة على حماية سيادة البلاد ومواردها، بعيدا عن أي تبعية أو ولاءات خارجية، وعاش اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً.