الموجة الـ17 من العدوان: البنية التحتية الاقتصادية هدفٌ للضغط والتضييق على الشعب اليمني
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
16 سبتمبر 2025مـ 24 ربيع الأول 1447هـ
في محاولة للضغط والتضييق على الشعب اليمني باستهداف البنية التحتية المدنية والاقتصادية، أعلنت القوات المسلحة عن تصديها لمحاولة اعتداء جوي من قبل الطائرات الحربية للعدوّ الإسرائيلي ضمن الموجة السابعة عشرة من العدوان الغاشم على اليمن الأرض والإنسان المسانِد لغزة.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، عصر اليوم الثلاثاء، بأن الدفاعات الجوية تعاملت مع عدوان صهيوني جديد استهدف مدينة الحديدة، ونجحت في إرباك التشكيلات القتالية للطائرات المعادية؛ مما أجبر بعضها على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ مهامها العدوانية في العمق اليمني.
وأكّـدت مصادر محلية أن سلسلة من الغارات العدوانية استهدفت ميناء الحديدة؛ ما أَدَّى إلى دوي انفجارات متعددة سُمِعت في أرجاء المنطقة، وكأن العدوّ الصهيوني أراد من خلالها أن يأخذ صورة إعلامية ويحقّق نصرًا وهميًّا على الجبهة اليمنية، وهو ما ظهر في قول الناطق باسم جيشه: “هاجمنا أهدافًا إرهابية في لبنان، أمس، وقصفنا اليوم أهدافًا إرهابية أُخرى في اليمن”.
وادَّعى جيش العدوّ الإسرائيلي في بيان له أنه هاجم بنىً تحتية عسكرية يمنية في ميناء الحديدة، معترفًا أن “الضربة على ميناء الحديدة رَدٌّ على هجمات متكرّرة شملت إطلاق مسيرات وصواريخ أرض-أرض” نحو الكيان الغاصب.
المجرم نتنياهو خرج منتشيًا بتصريح متلفز قائلًا: “قبلَ دقائقَ شن سلاح الجو غارات على ميناء الحديدة الميناء الرئيسي لإمدَاد الحوثيين باليمن”، إلا أن زلةَ لسانه أكّـدت ترابط الأحداث مع غزة؛ إذ قال: إن “قواتنا تتحَرّكُ بالتوازي في مدينة غزة، ونفتحُ محاورَ إضافية لتسريع إجلاء السكان”.
في السياق، يؤكّـد مراقبون أن الميناء تعرض لهجمات متكرّرة صهيونية منذ يوليو من العام الماضي، ويشهد دمارًا شبهَ كامل نتيجة هذه الموجات العدوانية على أعيان مدنية؛ إذ يسعى كيان العدوّ لتعطيله بشكل كامل ردًّا على تعطيل اليمنيين لميناء أم الرشراش “إيلات” وإطباق الحصار البحري الكامل على الموانئ الأراضي المحتلّة.
وخلال الـ17 موجة صهيونية شُنت على اليمن منذ العشرين من يوليو 2024م وحتى اليوم، كان لميناء الحديدة النصيب الأكبر من الهجمات، إلى جانب الموانئ الرئيسية في الحديدة كميناء رأس عيسى والصليف، وشملت الأضرار الناتجة عنها تدمير الأرصفة والرافعات والمرافق اللوجستية ومخازن النفط ومحطات الكهرباء الخَاصَّة بالميناء.
ووفقًا للمراقبين، فَــإنَّ العدوان الصهيوني على اليمن اليوم لم يأتِ بجديد، ولن يثنيَ اليمن عن إسناد غزة أَو يحد من عمليات القوات المسلحة اليمنية أَو يردعها من استهداف العمق الصهيوني وتشديد الحصار البحري، وضرب سفنه التجارية أَو المرتبطة به، بل زادت من وتيرة العمليات الإسنادية ووسعت خارطة أهدافها إلى “رامون والنقب”.
ويشير المراقبون إلى أن العدوّ يسعى من خلال استهداف البنية التحتية المدنية والاقتصادية إلى الضغط والتضييق على الشعب اليمني، أملًا في تأليب شعب ظل رديفًا لقيادته وقواته المسلحة في المسار الجهادي، ويخرج كُـلّ أسبوع بالملايين إلى الشوارع؛ دعمًا وإسنادًا لغزة وللمقاومة الفلسطينية وللعمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة.
في السياق، تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من الأثر الكارثي لتعطيل ميناء الحديدة، الذي يغطي نحو 70 % من احتياجات اليمن من الغذاء والنفط والسلع الأَسَاسية؛ إذ يعتبر الميناء شريان الحياة لملايين اليمنيين، وأي تعطيل له يهدّدُ الأمنَ الغذائي والاقتصادي في البلاد بشكل مباشر.