الخبر وما وراء الخبر

صنعاء: انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم بمشاركة علمائية وأكاديمية وثقافية واسعة

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

13 سبتمبر 2025مـ 21 ربيع الأول 1447هـ

انطلقت اليوم في العاصمة صنعاء فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم، الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم على مدى ثلاثة أيام، بحضور واسع من العلماء والباحثين والأكاديميين والمثقفين من داخل اليمن وخارجه.

ويناقش المؤتمر 252 بحثًا علميًا موزعة على سبعة محاور رئيسية تشمل المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والمهنية والإعلامية والأمنية.

ويهدف المؤتمر إلى دراسة واستقراء شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال القرآن الكريم، والاستفادة من سيرته في مواجهة التحديات المعاصرة، وترسيخ الارتباط بالمنهج النبوي القرآني في وعي الأمة وسلوكها، بالإضافة إلى تعزيز الارتباط العملي بالنبي كقائد وقدوة، وتوجيه الأمة نحو نصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز النموذج النبوي في مواجهة اليهود وقوى الاستكبار.

كما يهدف المؤتمر إلى استنهاض الأمة وفق رؤية قرآنية لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البشرية، وتشجيع وتوجيه الباحثين للتعمق في دراسة شخصية النبي لإثراء المكتبات العربية والإسلامية بالأبحاث والدراسات العلمية والعملية القابلة للتطبيق في كافة مؤسسات الدولة ومجالات الحياة، بالإضافة إلى الاستفادة من مخرجات المؤتمر لإصلاح الاختلالات التي تعاني منها الأمة.

وأكد رئيس المؤتمر الدكتور القاسم عباس أن انعقاد الفعالية يأتي في ظل العدوان الصهيوني المستمر على غزة ويشكل موقفًا حازمًا يعكس التمسك بمنهجية رسول الله في مواجهة العدوان الصهيوني، مشيرًا إلى أن كل القوانين الدولية والشرائع الإنسانية التي تستند إليها الدول الغربية قد سقطت، ولم يبقَ سوى منهج النبي الكريم ومنهجية القرآن كمرجعية حقيقية للحق والعدل.

بدوره، أشاد رئيس جامعة صنعاء، الدكتور محمد البخيتي، بأهمية المؤتمر في المرحلة الراهنة، مؤكدًا أن الشعب اليمني يقف صفًا واحدًا خلف قيادته في معركة تحرير فلسطين، مضيفًا أن مشاركة المؤسسات الأكاديمية والإدارية تعكس حجم الدعم الوطني للقضية الإسلامية وللرسول الأعظم.

من جانب آخر، شارك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في لبنان، الشيخ ماهر حمّود، بمداخلة عبر الدائرة التلفزيونية، مشددًا على أن الحب الحقيقي للنبي يتمثل في العمل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومشيدًا بصمود اليمنيين وحركات المقاومة في وجه العدوان.

وقال حمّود مخاطبًا الشعب اليمني: “لا يحق لأحد في العالم أن يحتفل بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر منكم، لأن الله جعل العمل إثباتًا وتأكيدًا للإيمان، ولم يجعل الإيمان كلامًا ولا تمنيًا، وأنتم الذين تقدمون الغالي والنفيس على حب الله وحب رسوله، وأنتم الثابتون على المبدأ، والرافضون للظلم”.

وأضاف: “إن الحب لله ورسوله لا يكتمل إلا عندما تكون فلسطين هي الأولوية، وخاصة منذ انطلاق معركة الطوفان وفي ظل ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر ومذابح بحق الأشقاء الفلسطينيين في غزة”، مؤكدًا أنه مهما طال الظلم والغطرسة والتجبر والفساد الذي تمارسه الصهيونية العالمية، فإن الوعد الإلهي العظيم بالنصر لعباده المؤمنين قادم لا محالة.

وشهدت جلسات المؤتمر عرض بحوث متخصصة حول الاستراتيجيات العسكرية النبوية وتوظيفها في الواقع المعاصر، بالإضافة إلى أبحاث في مجالات الإعلام ودور الخطاب القرآني في مواجهة التضليل والحروب النفسية.

ويُعد المؤتمر منصة علمية سنوية لتعزيز وحدة الكلمة بين المسلمين، وتأكيد استمرار رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مواجهة محاولات التشويه أو التزييف، لأنها كلمة الله التي خٌتمت بها الرسالات السماوية.