السيد القائد يدعو للاستمرار في الاهتمام بالربيع المحمدي ويؤكد أن الجهاد مسيرة بناء وتربية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
11 سبتمبر 2025مـ 19 ربيع الأول 1447هـ
استمرّ السيّد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – في تقديم جرعةٍ توعويّةٍ حول النهج القويم في مواجهة أعداء الله من الأمريكيّين والصهاينة، في ظلّ ما تمرّ به الأمّة من أزماتٍ وإخفاقاتٍ، وطغيانٍ أمريكيٍّ صهيونيٍّ لا نظير له.
وأشار السيّد القائد في خطابه الأسبوعي اليوم الخميس إلى أنّ الأمّة ليست مفتقرةً إلى الإمكانات، ولكنّها تعاني من الوهن وفقدان الرؤية والبصيرة، ومن مفاهيم التدجين والخضوع للعدوّ، مؤكّدًا أنّ الجهاد في سبيل الله مسيرة بناءٍ وتربيةٍ، وليس مجرّد تصرّفٍ عسكريٍّ، وأنّه السقف الأعلى الذي يرفع الأمّة وينقذها من حال الوهن المعيب والضعف المستشري، وهو أساس بناء الأمّة تربويًّا وأخلاقيًّا وتعليميًّا وحضاريًّا.
ويأتي حديث السيّد القائد في إطار إشادته المباركة بالخروج المليونيّ العظيم والواسع للشعب اليمنيّ في فعاليّة ذكرى المولد النبويّ الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم الخميس الماضي، مؤكّدًا أنّ هذا الخروج لا سابقة له ولا مثيل له في جميع الدنيا، وأنّه يأتي إحياءً متميّزًا لهذه المناسبة العظيمة، ومجسّدًا للهويّة الإيمانيّة لليمنيين، ومصداقًا لقول الرسول صلّى الله عليه وآله: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيّة”.
وأبان أنّ الاحتفال بهذه الفعالية إنما يأتي في سياق موقف عملي، إذ يتحرّك الشعب اليمني لنصرة الشعب الفلسطيني في موقف صادق وجاد، مقدّمًا التضحيات، ورافعًا لواء الجهاد في هذا العصر الذي تخاذل فيه أكثر المسلمين، مشيرًا إلى أنّ مئات الشهداء والجرحى قد ارتقوا في إطار الموقف الحق لنصرة القضية العادلة ابتغاء مرضاة الله، موضحًا أنّ إحياء المولد النبوي الشريف في اليمن كان متميّزًا، وكان عنوان الجهاد من أبرز العناوين في إحياء هذه المناسبة هذا العام.
وإذا كان هذا هو الموقف المتميّز للشعب اليمني في ارتباطه بالله وبرسول الله الأكرم، وإيمانه العميق بأهمية الجهاد في سبيل الله، فإنّ السيد القائد يحثّ اليمنيين على المزيد من العودة إلى القرآن الكريم وإلى رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، واستلهام الدروس والعبر من سيرته المباركة، والاهتداء بالقرآن الكريم لمعرفة العدو ومخاطره وطبيعة الصراع معه، مؤكدًا أنّ الإسلام أسمى وأعظم وأقدس من أن تكون ثمرة الارتباط به حالة الخزي التي يعاني منها المسلمون، بل هي حالة انحراف وتفريط وتحريف لمفاهيم جوهرية في الإسلام.
وأكد السيد القائد أنّ الأمة بحاجة إلى الجهاد، إذ هو وسيلة الحماية التي ستنقذها من حالتها المتردية على جميع المستويات، مشيرًا إلى معاناة الأمة من تدنٍ في الروح المعنوية، والواقع التربوي، والقيم، والأخلاق، والعزة، والإباء، وأنّ الضمير الإنساني يموت في واقع الأمة الإسلامية، وأن الإحياء لها لا يكون إلا بالدين والإيمان.
وفي نقطةٍ جوهريةٍ ومفصليةٍ يُبيِّن السيدُ القائدُ أنَّ خياراتِ ما يُسمَّى بالسَّلامِ والرِّهانِ على أمريكا هي استسلامٌ وتدجينٌ، وأنَّ تسميةَ أمريكا براعيةِ السَّلامِ هي كارثةٌ وغباءٌ عظيمٌ وجُرمٌ في حدِّ ذاتِه، ولا سيَّما أنَّها تعتقدُ بالمعتقدِ الصهيونيِّ.
وهنا يدعو السيدُ القائدُ إلى أن يجعل المسلمون التحدي والمخاطر باعثاً للبناء، وأن يدرسوا مسيرة النبيِّ الجهاديةَ ليأخذوا منها العبرةَ ويهتدوا بهديها ويتحركوا على أساسها، معالجين مشكلةَ أميَّةِ المفاهيمِ وسوءِ الفهمِ، مؤكِّداً أنَّ الحقَّ بيِّنٌ والمظلوميَّةُ واضحةٌ، ولا بدَّ من موقفٍ وتحركٍ ضدَّ المخططِ الصهيونيِّ، داعياً الشعبَ اليمنيَّ الكريمَ إلى الاستمرارِ في الاهتمامِ بـ”الربيع المحمديِّ” خلال هذا الشهرِ، وتكثيفِ الأنشطةِ المرتبطةِ بعنوان “الاهتداء بالقرآنِ لمواجهةِ اليهودِ”، لا سيَّما في خطبِ الجمعةِ والمدارسِ، لتوعيةِ الناسِ بطبيعةِ الصراعِ مع اليهودِ بالاهتداءِ بالقرآنِ الكريمِ.