الخبر وما وراء الخبر

خبير استراتيجي: العمليات اليمنية الأخيرة تفرض معادلات ردع جديدة ضد كيان العدو

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

9 سبتمبر 2025مـ 17 ربيع الأول 1447هـ

أكد الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور محمد هزيمة، أن العمليات العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية تحمل رسائل ودلالات عسكرية بالغة الأهمية، وتعبّر عن تكامل وتطور غير مسبوق في قدرات الجيش اليمني، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ أو الأهداف الاستراتيجية، بما يعكس جاهزية عالية للقوات اليمنية وتحولها إلى قوة إقليمية متقدمة في المنطقة.

وأوضح الدكتور هزيمة في حديثه “للمسيرة” أن “القوة لا تقاس فقط بعدد العمليات أو حجم الخسائر، بل بتأثير العمليات على موازين القوى في المنطقة، وهو ما يتحقق اليوم بوضوح في ساحة المواجهة”، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة اليمنية باتت قادرة على تقليص الفارق في التسلح مع كيان العدو الإسرائيلي عبر تطوير أسلحتها واستخدامها بفعالية غير مسبوقة.

وقال هزيمة: “اليمن، وعلى خلاف المعهود في الحروب التقليدية، بات يصنع أسلحة التفوق بنفسه ويختبرها في ميادين المعركة، ليفرض بذلك معادلات ردع جديدة”، مضيفًا: “ما لم يعتد عليه الغرب هو أن تصبح اليمن لاعبًا متقدمًا في المنطقة، يصنع أسلحته ويحدد توقيت وهدف المعركة، بعيدًا عن القيود والشروط التي تفرضها المعسكرات الغربية التقليدية”.

وأشار إلى أن أخطر ما في العمليات الأخيرة ليس فقط دقتها أو وصولها العميق إلى أهداف استراتيجية داخل كيان العدو، بل توقيتها المحسوب، مؤكدًا أن استهداف البنية التحتية الحيوية لدى كيان العدو، كمطار ديمونا، يعكس تطورًا نوعيًا في أهداف العمليات، حيث تم الانتقال من استهداف المواقع العسكرية إلى مواقع ترتبط بالبنية التكاملية لمشروع العدو الإسرائيلي.

وشدد على أن كيان العدو الإسرائيلي، بخلاف الدول الأخرى، ليس إلا جيشًا يحمي مشروعًا أمريكيًا واستعماريًا غربيًا، ما يجعله أكثر عرضة للتأثر بأي خلل أمني، مشيرًا إلى أن العدو الإسرائيلي يعاني من أزمة ردع شاملة، وأنه بدأ مرحلة الإقرار بالخسارة الميدانية على أكثر من جبهة، وكل ما يقوم به اليوم من انتهاكات يأتي في سياق ردود فعل انتقامية بعد خسارته مكانته العسكرية وفشله على جبهات متعددة، أبرزها لبنان واليمن.

ووفق الدكتور هزيمة، فإن اليمن اليوم يمثل رأس الحربة في المواجهة الإقليمية، بفضل قدرته على صناعة وتطوير السلاح بما يتناسب مع احتياجات الميدان، وبعد أن أصبح جبهة لا يمكن فصلها عن باقي جبهات محور المقاومة، مؤكدًا أن “أخطر ما في هذه العمليات هو توقيتها وديمومتها، ما يجعل كيان العدو في حالة استنزاف دائم”.

وأوضح أن “عجز العدو الإسرائيلي عن حماية مستوطنيه مؤشر على فقدان الثقة في قدرة هذا الكيان المؤقت على البقاء ضمن توازنات قوى المنطقة”.

ومع تعاظم قدرات محور المقاومة، من اليمن إلى لبنان والعراق وإيران، أكد هزيمة أنه من المستحيل على واشنطن عزل الجبهات عن بعضها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على فرض شروطها، حتى في سوق السلاح.