الخبر وما وراء الخبر

اليمنيون في حضرة الرسول الأعظم يذهلون العالم

12

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
5 سبتمبر 2025مـ – 13 ربيع الأول 1447هـ

في مشهد مهيب يرسّخ الإيمان ويصوغ خارطة العزة، أذهل الشعب اليمني العالم بحشوده المليونية التي توافدت إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، أمس الخميس احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث اثبت هذا الاحتشاد، الذي فاق كل التوقعات، أن الإيمان المتجذر هو أقوى أسلحة الصمود في وجه التحديات.

في ظل ظروف استثنائية، وحصار خانق، وعدوان مستمر، خرج اليمنيون بعفوية وبشكل منظم، ليجسدوا مشهداً لم يسبق له مثيل.

لقد تحول ميدان السبعين إلى بحر بشري يفيض حباً وولاءً، حاملاً رسالة واضحة للعالم: أن الشعب اليمني، رغم كل الصعاب، متمسك بهويته وقيمه، ويرى في هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد مع الرسول الأكرم، الذي يمثل مصدر إلهامهم وقوتهم، كما أن هذا الحشد الأضخم في التاريخ جاء ليؤكد أن الشعب اليمني صامد في وجه كل محاولات إضعافهم أو النيل من عزيمتهم.

لم يكتفِ اليمنيون بالتعبير عن حبهم للنبي، بل جعلوا من المولد النبوي منبراً لإيصال رسائل سياسية عميقة وقوية، حيث كانت قضية فلسطين حاضرة بقوة في هتافاتهم و شعاراتهم، وقد أكدت الحشود على الموقف الثابت في نصرة غزة، وأن تحركاتهم المستمرة في البحر الأحمر هي امتداد لنهج الرسول الأعظم في نصرة المظلوم، كما أظهر اليمنيون أن المسافات الجغرافية لا يمكن أن تقف حائلاً أمام نصرة الحق، وأن الإيمان بالقضية هو المحرك الأساسي لأفعالهم.

أحد أبرز ما ميز هذا الاحتشاد المليوني غير المسبوق هو التلاحم المجتمعي الواضح، فقد شاركت فيه جميع شرائح المجتمع، من رجال ونساء وأطفال، وحتى الأشخاص ذوو الإعاقة، الذين حضروا بأعداد كبيرة، مما عكس قدرة هذه المناسبة على توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات.

لقد تحول ميدان السبعين إلى بحر بشري يفيض بالحب والولاء، في مشهد لم يسبق له مثيل في أي بقعة من العالم، ما يؤكد إن هذا الحضور المهيب لم يكن سوى رسالة صريحة إلى الأعداء، وإلى العالم أجمع مفادها، أن العدوان الأمريكي الصهيوني لم ولن يكسر إرادة شعب اختار الصمود، وأن الإيمان بالرسول الأعظم هو الحصن الذي يستمد منه قوته وعزيمته.

إن هذه الوحدة التي شهدها ميدان السبعين في حضرة الرسول الأعظم، تحولت إلى رمز لقوة داخلية حقيقية، تثبت أن الشعب اليمني يمتلك إرادة جماعية صلبة على المضي قدماً في مسار الصمود والمقاومة، كما أن اليمنيون يثبتون للعالم أن الإيمان ليس مجرد عقيدة، بل هو قوة حية تصوغ الواقع وتحدد المستقبل.

لقد كان الاحتفال بالمولد النبوي في ميدان السبعين بمثابة إعجاز، حيث أكد شعب يعاني من العدوان والحصار أنه قادر على إذهال العالم بحب رسوله، وعمق إيمانه، وقوة وحدته، ليبقى اليمن، كما وصفه الرسول، “يمن الإيمان والحكمة”.