قلق صهيوني كبير تحسباً لرد يمني موجع.. خيارات العدو تضيق أمام اليمن
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
1 سبتمبر 2025مـ – 9 ربيع الأول 1447هـ
يترقب كيان العدو الإسرائيلي الضربة القادمة من اليمن ردًا على جريمته الوحشية باغتيال رئيس حكومة البناء والتغيير الشهيد أحمد غالب الرهوي ورفاقه، الذين تعرضوا لقصف صهيوني غادر استهدفهم الخميس الماضي.
تشير المؤشرات الأولية إلى أن الكيان المؤقت قد أخذ تهديدات اليمن على محمل الجد، والدليل على ذلك ما نشرته بعض الصحف العبرية بأن حكومة المجرم نتنياهو قد نقلت اجتماعاتها إلى مكان سري وتحت حراسه مشددة، بعد عمليتها الإجرامية ضد الحكومة اليمنية، وهذا له دلالة واضحة على أن المخاوف الصهيونية كبيرة، وأنها تتوقع بالفعل ردًا قاسيًا من اليمن.
وفي تأكيد رسمي صريح، أرسلت القيادة السياسية والعسكرية اليمنية رسائل واضحة لكيان العدو، مفادها أنهم عليهم أن ينتظروا الأيام السوداء جراء جريمتهم وتجاوزهم الخطوط الحمراء، حيث ورد هذا التهديد على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، الذي أكد أن اليمنيين سيأخذون بالثأر وسيصنعون من عمق الجراح النصر، كما أكد أن الثأر اليمني لا ينام وأن القوات المسلحة اليمنية في موقع الاقتدار.
وجاء التهديد العسكري من قبل رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد الغماري، والذي كان أشد وقعًا على العدو الإسرائيلي، حيث أكد أن رد قواتنا المسلحة سيكون قاسيًا ومؤلمًا وبخيارات استراتيجية فاعلة ومؤثرة، كما أكد كذلك أننا ماضون في تطوير قدراتنا العسكرية الاستراتيجية كمًّا وكيفًا، موجّهًا رسالة للشعب اليمني بقوله: “ستسمعون في القريب العاجل وتشاهدون ما تقر به أعينكم ويشفي صدوركم، وعلى الباغي تدور الدوائر.”
ويُفهم من تصريحات الرئيس المشاط واللواء الغماري أن الرد اليمني قادم لا محالة، ولم يعد سوى اختيار الوقت والزمان المناسبين، وهو رد سيتجاوز كل العمليات اليمنية السابقة، لا سيما وأن اليمن قد دخل في مرحلة جديدة من الإنتاج والتصنيع الحربي بتدشين صواريخ انشطارية، والتي لا يُستبعد أن تكون بزخات كبيرة في عمق كيان العدو.
احتمال آخر بدأت تظهر مؤشراته، وهو انتقال العمليات اليمنية في البحر الأحمر إلى مرحلة جديدة، بعد أن تم استهداف سفينة صهيونية الأحد في ينبع السعودية بالبحر الأحمر لأول مرة، حيث كانت العمليات السابقة تستهدف السفن في مضيق باب المندب والبحر العربي، وهي رسالة مزدوجة للكيان الصهيوني وداعميه من العرب، ولا سيما السعودية التي ثبت تورطها في خدمة العدو الإسرائيلي خلال العامين الماضيين بعد معركة طوفان الأقصى.
خيارات موجعة:
وتجمع القراءة التحليلية على أن استهداف العدو الإسرائيلي لحكومة التغيير والبناء بصنعاء دليل عجز وفشل بعد صعوبة اختراقه للمنظومة العسكرية، مع إدراكه أن العملية لن تؤثر على اليمن، لكنه يريد أن يسوّق لها انتصاراً في الداخل الصهيوني، الذي تضرر كثيراً من العمليات اليمنية وشكّل له رعباً مستمراً على مدى العامين الماضيين.
غير أن جريمة العدو لن تمر هكذا بدون عقاب، فالقوات المسلحة تتجهز للرد، الأمر الذي سيضاعف مأزق نتنياهو وحكومته المجرمة، ولا سيما إذا أقدمت القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ عملية تهتز لها عمق كيان العدو. وهذا يجعل من الجبهة اليمنية الأكثر عقدة وتأثيراً على الصهاينة، وهي مفتاح الفرج لسكان غزة الذين يعانون من حرب إبادة جماعية وتجويع وتعطيش لا مثيل لهما من قبل العدو المجرم.
ومن الخيارات اليمنية الموجعة ضد كيان العدو تفعيل أكبر لورقة البحر الأحمر، واستهداف سفن صهيونية أو ذات ارتباط بالعدو الإسرائيلي لتشكيل ضغط اقتصادي عليه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، قد يقدم اليمن على تنفيذ عمليات كبرى تشترك فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الانشطارية لتضرب أماكن حساسة داخل مغتصبات العدو، وهو ما يقلق كيان العدو الإسرائيلي، الذي ينظر إلى اليمن كذراع بعيدة المدى ضد مشروعه التوسعي في المنطقة.
ويتضح من سياق الأحداث أن العدو الإسرائيلي يمضي في مخططه الكبير “إسرائيل الكبرى” دون أن يعترضه أحد، ليصبح اليمن هو العائق الأكبر أمام هذا المشروع، ما يجعل احتمالات التصعيد كبيرة، وإيقافها ليس وارداً في هذه المرحلة، وخاصة أن المشروع الصهيوني يلتقي مباشرة في صراع مع المشروع القرآني، الذي لا يقبل المساومة أو الرضوخ أو الاستسلام أمام مخططات اليهود.
وتبقى الاحتمالات مفتوحة على كافة مصراعيها، لكن الصهاينة باتوا على قناعة تامة بصعوبة هزيمة اليمنيين، كما أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية، التي أكدت أن ردع اليمنيين يكاد يكون مستحيلاً، وأن الدخول في مواجهة مفتوحة معهم ليس في صالح كيان العدو الإسرائيلي. وهذا الاعتراف يعكس أهمية الجبهة اليمنية وموقفها الصحيح في مواجهة الأعداء.