الخبر وما وراء الخبر

متعاقد أمريكي: نقتل المدنيين في غزة ونتباهى بعددهم!

1

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

24 أغسطس 2025مـ 1 ربيع الأول 1447هـ

تقرير || محمد الكامل

تعلن الحقيقة نفسها من قلب الميدان، وتنكشف ممارسات الاحتلال الصهيوني الوحشية في قطاع غزة، التي تعكس شراكة دامية مع متعاقدين أمريكيين يعملون ضمن ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.

ويكشف متعاقد أمريكي سابق في مقابلة حصرية مع قناة “سيبي س نيوز” الأمريكية، تفاصيل صادمة عن دور هذه المؤسسة وشركائها في القتل العمدي لطالبي المساعدات الفلسطينيين.

ويبدأ المتعاقد حديثه بوصف صادم عن بدايات عمله في غزة، حيث كان يعتقد أنه سيُرسل لأداء عمل إنساني يساعد به الناس، لكنه أدرك خلال أيام أن مهمته تختلف تمامًا، حيث يقول: “كنت أظن أنني ذاهب لمساعدة الناس، لكن خلال يومين أو ثلاثة فقط، أدركت أنهم يطلقون النار على المدنيين، لم يكن إطلاق نار تحذيري، بل كان إطلاقًا عشوائيًا مميتًا”

وتكشف هذه التصريحات عن حجم الخبث والوحشية التي تمارسها “مؤسسة غزة الإنسانية” المزيفة، والتي تظهر كغطاء لممارسات القتل البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين، ويوضح المتعاقد أن إطلاق النار لم يقتصر فقط على الجنود الصهاينة، بل شارك فيه متعاقدون أمريكيون، يستهدفون المدنيين العزل، من طالبي المساعدات الإنسانية، في جريمة واضحة وممنهجة.

يشير المتعاقد إلى أن إطلاق النار كان يتم في توقيت متزامن مع جنود الاحتلال الصهيوني، وهو ما يؤكد وجود تنسيق محكم في عمليات القتل الجماعي التي استهدفت مئات الفلسطينيين، حيث يقول: “كان إطلاق النار يحدث في نفس اللحظة التي يطلق فيها جنود الكيان المؤقت لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل كانت جريمة منظمة تستهدف المدنيين”.

ويكشف المتعاقد، الذي فضل إخفاء هويته، عن وجود تنافس بين المتعاقدين الأمريكيين على عدد القتلى الذين يحققونهم، ويتباهون بدقة تصويبهم، حتى في استهداف الحيوانات والطيور.

هذه الشهادة توضح طبيعة العقلية التي تحكم هؤلاء المتعاقدين، والتي تصنف المدنيين الفلسطينيين كأهداف مشروعة لأي شكل من أشكال العنف.

ويضيف المتعاقد تفاصيل عن المهام الصعبة التي كلف بها، حيث كان عليه جمع بقايا الضحايا البشرية والحيوانية في ساحات القتل، التي وصفها بـ “مصائد الموت”، متحدثًا بحسرة عن الرائحة الكريهة لبقايا الأشلاء التي كانت تملأ المكان، وهو مشهد يفوق قدرة الإنسان على التحمل، لكنه كان مجبرًا على إنجاز المهمة وسط تجاهل كامل من قبل قوات الاحتلال.

يقول المتعاقد: “أجد صعوبة كبيرة في الحديث عن هذه اللحظات، كنت أتعرق وأشعر بخفقان صدري يزداد، في كثير من الأحيان أنهار بسبب حجم المعاناة التي رأيتها”، في وصف يكشف عن حقيقة مأساوية، تضع النقاط على الحروف حول حجم الجريمة الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة.

حين تتحول الشهادات إلى أدلة إدانة

وبالتالي تؤكد الشهادات الميدانية أن التواطؤ الأمريكي في جرائم غزة لم يعد خافيًا، بل أصبح موثقًا ومباشرًا، حيث أن مشاركة متعاقدين أمريكيين في القتل تكشف انحياز واشنطن الكامل لآلة الإبادة الصهيونية.

وتبين هذه الاعترافات حجم المسؤولية الدولية عن الكارثة الإنسانية في غزة، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن توثيق مثل هذه الشهادات يكشف مدى التواطؤ الأمريكي فيما يحدث، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية عاجلة.

وفي ظل هذه الجرائم البشعة، تزداد معاناة سكان غزة الذين يعانون من الحصار الخانق، والعدوان المستمر الذي يستهدف البنية التحتية المدنية، والمرافق الصحية، فضلاً عن نقص الغذاء والدواء، ما يعكس واقعاً مؤلمًا لا يزال مستمرًا، وسط صمت دولي مخجل، يترك المدنيين يدفعون أثمانًا باهظة من دمائهم وأرواحهم.

وتؤكد هذه الحقائق على ضرورة تعزيز الدعم الدولي للشعب الفلسطيني، وممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الصهيوني ومن يموله ويعاونه، لوقف هذه الجرائم فورًا، وفتح المعابر الإنسانية دون قيود، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين العزل.

ويبرز التقرير في الأخير حجم الوحشية التي يمارسها الاحتلال والجهات المتعاقدة معه، بالإضافة إلى أن هذه الجرائم لا يمكن أن تمر دون مساءلة، وأن دماء الشهداء ستظل نورًا يقود الشعب الفلسطيني نحو الحرية والكرامة.