الخبر وما وراء الخبر

خبير استراتيجي للمسيرة: لقاءات العدو العلنية بأدواته تفرض إعادة تموضع محور المقاومة

3

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
21 أغسطس 2025مـ – 27 صفر 1447هـ

في تطور لافت يُنذر بتغييرات جذرية في المشهد السياسي السوري، أكد الخبير السياسي ومدير مركز شمس للدراسات الاستراتيجية المتقدمة، الدكتور محمد الشيخ، أن اللقاءات بين مسؤولين في ما يُدعى بـ”نظام الجولاني” ومسؤولين من العدو الإسرائيلي قد انتقلت من السرّية إلى العلنية، في خطوة تمثل اقتراباً من لحظة التطبيع الفعلي.

وفي مدخلة له على قناة “المسيرة” صباح اليوم الخميس، أوضح الدكتور الشيخ أن ما كان يُدار “من تحت الطاولة” بات اليوم يُعلن جهاراً، في دلالة على الانزلاق العلني لجماعة الجولاني نحو مربع التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وهو ما يستدعي، اعتذاراً صريحاً من كل من شكك في مواقف محور المقاومة، وعلى رأسه حزب الله، الذي واجه منذ سنوات هذه التوجهات المرتبطة بكيان العدو الصهيوني التكفيرية”.

وأشار إلى أن ما أعلن عن لقاءات مباشرة بين شخصيات محسوبة على جماعة الجولاني ومسؤولين في حكومة العدو الإسرائيلي، لم يكن معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة تحركات تمتد من باريس إلى باكو، العاصمة الأذربيجانية، التي شهدت زيارات مفاجئة لمسؤولين سوريين مؤخراً.

وتابع: “نحن أمام مشهد يعكس تحوّلاً نوعياً في سياسة النظام السوري الجديد، بعد فتح قنوات مباشرة مع العدو، وهو ما يستدعي إعادة تقييم شاملة من قبل محور المقاومة”.

وأكد أن “ما يسمى بجماعة الجولاني” لم تكن يوماً خارج حسابات محور المقاومة، الذي لطالما حذر من كون هذه الجماعة امتداداً لمشاريع أمريكية – صهيونية في المنطقة، لافتاً إلى وجود شواهد عديدة تثبت تلقي هذه الفصائل للرعاية والدعم من العدو، سواء من خلال العلاج في مستشفياته أو التغطية الجوية أثناء العمليات العسكرية.

وأوضح أن موقف محور المقاومة ظل متريثاً في الفترة الماضية، ريثما تتضح ملامح المسار السياسي، لكن مع هذا الإعلان الصريح عن الانفتاح على العدو، فإن الوقت قد حان لاتخاذ موقف حازم، خاصة وأن سوريا كانت تُعد في السابق شرياناً استراتيجياً لوجستياً للمقاومة في كل من لبنان وغزة.

وحول ما يمكن أن تجنيه جماعة الجولاني من هذا التقارب، قال الدكتور الشيخ: “التاريخ القريب يوضح أن كل من سلك هذا المسار، من اتفاقية كامب ديفيد إلى وادي عربة وأوسلو، لم يحصد سوى الخسائر على الصعيد الوطني، مهما حاولوا الترويج لعوائد سياسية أو اقتصادية”.

وتابع: “الاعتراف الدولي الذي تسعى إليه جماعة الجولاني عبر هذه الخطوة، لن يكون مكسباً لسوريا، بل لشرذمة تبحث عن شرعية خارجية، لأنها تفتقد الشرعية من الداخل، إذ لم تأتِ عبر انتخابات ديمقراطية ولا تمثّل الإرادة الشعبية للسوريين”.

وشدد الدكتور الشيخ بالتأكيد على أن “محور المقاومة مطالب اليوم بتحديد موقف صريح مما يجري في سوريا تحت سيطرة جماعة الجولاني، لأن بقاء الصمت لم يعد مقبولاً أمام مشروع سياسي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وخنق المقاومة في لبنان وغزة، عبر البوابة السورية”.