الخبر وما وراء الخبر

خبير في العلاقات الدولية: مقابلة عون جزء من الضغط الأمريكي – الصهيوني على المقاومة

1

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

20 أغسطس 2025مـ 26 صفر 1447هـ

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في بيروت، الدكتور حسن أشمر، أن المقابلة التي أجريت مع الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون على قناة “العربية”، جاءت في توقيت حساس يخدم مسارًا عدوانيًا مستمرًا على لبنان من قِبل كيان العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي حديثه لـ”قناة المسيرة”، اليوم الأربعاء، أوضح أشمر أن الهدف من توقيت المقابلة، على مستوى الوسيلة التي أجرتها، لا ينفصل عن الضغط المتصاعد على لبنان والمقاومة، مضيفًا أن زيارة جوزيف عون إلى واشنطن تأتي في إطار استكمال هذا الضغط، في ظل ما يُروّج له إعلاميًا عن “شرعية” ترتكز على قرارات دولية تدعو إلى حصر السلاح بيد ما يدعى بالشرعية اللبنانية.

وأشار أشمر إلى أن ما يجري يتصل أيضًا بمحاولات ابتزاز لبنان في ملف التمديد لقوات “اليونيفيل”، حيث تسعى بعض الأطراف الدولية لتعديل مهامها بما يسمح بالتفتيش والمصادرة دون تنسيق مع الجيش اللبناني، وهو ما يعد تمهيدًا لانسحاب القوات الدولية وتعريض الجنوب للاجتياح في أي لحظة من قبل كيان العدو الصهيوني.

 

وأكد أن هذا التوجه يحمل مخاطر كبيرة، في ظل سعي تلك القوى لإضعاف موقف الدولة والمقاومة، ودفعهما نحو تقديم تنازلات مجانية، بدءًا من نزع سلاح المقاومة دون أي مقابل واضح.

وتابع أشمر: “إن هذا المسار يعكس أطماع كيان العدو الصهيوني في الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى محاولة الاستيلاء على موارد المياه في الجنوب، كنهر الليطاني وغيره، وهو جزء من مشروع السيطرة الصهيوني – الأمريكي في المنطقة، ومحاولة محاصرة قوى المقاومة والمعارضة لهذا المشروع”.

ولفت إلى أن بعض المسؤولين اللبنانيين ممن شاركوا في النقاشات الدولية حول حصر السلاح، عادوا إلى خطاب المقاومة، مؤكدين أن أي خطوة يجب أن تبدأ بوقف العدوان وانسحاب كيان العدو من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وأوضح أن الضغوط الرامية لانتزاع قرار داخلي بتسليم سلاح المقاومة لن تنجح في ظل التجارب السابقة، مشيرًا إلى أن العدو نفسه يدرك أن الموقف الرسمي لا يكفي، بل يحتاج لخطوة مباشرة من حزب الله، وهو ما لن يحصل.

وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء اللبناني بشأن تعويل بلاده على دعم الأردن، تساءل الدكتور أشمر عن الجدوى العملية لهذا الدعم في ظل غياب المواقف السياسية الواضحة من الدول العربية تجاه ما وصفه بـ”التمدد الصهيوني” في الإقليم.

وشدد على أن بعض الدول العربية، بدلًا من دعم لبنان، تسهم في مسار الابتزاز والتآمر عليه، بينما عبّر عن تقديره للدعم القادم من العراق والجزائر، والدعم المعنوي من اليمن، رغم ما يعانيه من حصار وعدوان.

وأشار إلى أن الحديث عن مشاريع الربط الكهربائي مع الأردن ومصر يعود إلى سبع سنوات مضت، ولم يُنفذ أي منها، في حين تم التشديد على رفض المبادرة الإيرانية لتزويد لبنان بالنفط والكهرباء، في ظل قانون قيصر الأمريكي.

وتساءل: “أين كان الدعم العربي حتى بعد انفجار مرفأ بيروت؟”، مؤكداً أن الشعب اللبناني قادر على النهوض بنفسه ما دام يتمتع بالكرامة والسيادة.

وحول الملف السوري ومواجهة التقسيم علّق أشمر على تصريحات المدعو “أبو محمد الجولاني”، والتي أبدى فيها ثقته بعدم تقسيم سوريا، قائلاً إن مواجهة مشاريع التقسيم لا تكون بالتصريحات، بل بالممارسات العملية على الأرض، وأضاف أن استمرار العدوان الصهيوني على سوريا، خصوصًا في الجنوب، يمثل خطرًا دائمًا لا يمكن تجاهله.