الزيتون في مواجهة الكيان: مجازر متواصلة وصمود يتحدى التهجير
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
19 أغسطس 2025مـ 25 صفر 1447هـ
تقرير || محمد الكامل
أكدت مراسلة قناة “المسيرة”، في غزة، دعاء روقة، أن الاحتلال ارتكب مجازر دموية منذ ساعات الفجر الأولى، أسفرت عن ارتقاء أكثر من عشرين شهيدًا، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال، في سلسلة غارات مركزة استهدفت مناطق مختلفة من القطاع، أبرزها مدينة دير البلح وسط القطاع، وحي الزيتون شرق مدينة غزة.
وأفادت روقةفي مداخلة لها على قناة “المسيرة” بأن طائرات الاحتلال نفذتغارة عنيفة على دير البلح، أسفرت عن استشهاد خمسة مواطنين، بينهم ثلاثة أطفال، في استهداف مباشر لمنازل المدنيين، كما تواصل القصف العنيف على مخيمي النصيرات والبريج، فيما يواصل الاحتلال قصفه المدفعي المكثف على حي الزيتون، الذي يشهد اشتباكات متواصلة منذ أيام، وسط محاولة إسرائيلية للسيطرة الكاملة عليه ضمن خطة احتلال مدينة غزة.
وأشارت إلى أن حي الزيتون يتعرض لقصف مدفعي وجوي متواصل، وأن أصوات الانفجارات لا تهدأ، في ظل استمرار نسف وتدمير الأبراج والمنازل السكنية في الحي، ما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية وسقوط عشرات الضحايا.
وأضافت أن العدو الصهيوني ارتكب جريمة جديدة بحق طالبي المساعدات الإنسانية، حيث استهدف طائرة حربية صهيونية مجموعة من المواطنين في المنطقة الشرقية من دير البلح، قرب حاجز كوسوفيم، ما أدى إلى استشهاد خمسة منهم وإصابة آخرين، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية.
كما تم استهداف مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات في المنطقة الوسطى، وتحديدًا قرب محور “نتساريم”، ما أسفر عن إصابات عدة في صفوف الشبان الذين كانوا بانتظار ما تبقى من شحنات الغذاء. وقد نُقل الجرحى إلى مستشفى العودة في النصيرات وسط القطاع.
ولم يسلم النازحون من القصف، إذ استهدف الاحتلال خيامهم في منطقة المواصي المصنفة كمناطق إنسانية، في اعتداء متكرر يعكس سياسة التجويع والتهجير القسري، وقد أسفرت الغارات عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجراح وفق روقة.
وفي سياق متصل، تحدثت المراسلة عن الواقع الإنساني الكارثي في غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال الصهيوني يواصل تحكمه الكامل في المعابر ويدير إدخال المساعدات بكميات شحيحة.
وأكدت أن معظم السلع الغذائية التي يُسمح بدخولها منتهية الصلاحية، ما تسبب بوقوع حالات تسمم واسعة بين الأطفال.
وقالت إن الاحتلال يتعمد استخدام سياسة “الحصار بالغذاء والدواء” لإخضاع سكان القطاع، وسط صمت دولي مستمر ومواقف باهتة من المجتمع الدولي، في حين يترقب الشارع الفلسطيني نتائج المفاوضات الجارية برعاية مصرية وقطرية.
أيام حاسمة
وفيما يخص المفاوضات، أشارت إلى أن حركة حماس أبدت موافقتها على المقترح المقدم من الوسيطين المصري والقطري، بينما ينتظر الجميع رد الكيان المؤقت، مؤكدة أن فشل هذه الجولة من المفاوضات قد يدفع بالأوضاع نحو تصعيد خطير جدًا، خصوصًا في ظل استمرار الاحتلال بتنفيذ خطته الرامية إلى احتلال مدينة غزة بشكل كامل.
يبدو أن حي الزيتون هو نقطة الانطلاق في هذه الخطة، حيث بدأت فيه عملية عسكرية برية كثيفة تهدف إلى فرض السيطرة الميدانية تمهيدًا لاحتلال ما تبقى من المدينة. لكن مصير هذه الخطة مرتبط برد الاحتلال على المقترح المقدم
ورغم التصعيد الواسع ومحاولات التهجير، شددت المراسلة على أن أهالي غزة يرفضون ترك منازلهم، ويؤكدون تمسكهم بحقهم في البقاء، رغم الدمار الكبير الذي حل بمنازلهم والمجازر اليومية التي يتعرضون لها. وقالوا إنهم لن يكرروا مشهد أكتوبر 2023 حين تم تهجيرهم قسرًا إلى جنوب القطاع، وإنهم سيبقون في خيامهم أو ما تبقى من بيوتهم المدمرة.
ورأت إننا أمام ساعات وأيام حاسمة، قد يتحدد خلالها مصير قطاع غزة، إما عبر انفراجة في المفاوضات، أو نحو تصعيد غير مسبوق قد يُفضي إلى مرحلة أكثر خطورة، ومع ذلك، يبقى الشعب الفلسطيني في غزة صامدًا، متمسكًا بأرضه ورافضًا لكل محاولات التهجير والاقتلاع.