الخبر وما وراء الخبر

أطباء بلا حدود: أغلب إصابات طالبي المساعدات متعمدة لإحداث إعاقات جسدية دائمة وليس التفريق

1

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
8 أغسطس 2025مـ – 14 صفر 1447هـ

في تقرير صادم يكشف حجم الانتهاك الإنساني الممنهج في قطاع غزة، أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن معظم الإصابات التي استقبلتها طواقمها في محيط مراكز توزيع المساعدات كانت طلقات نارية موجهة إلى الأطراف السفلية للمدنيين، ما يُشير إلى نية متعمدة لإحداث إعاقات جسدية دائمة.

وأوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية، في بيان لها فجر اليوم الجمعة، أن هذه الهجمات وقعت داخل مواقع توزيع المساعدات التابعة لما يُسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، ما يُشكّل استهدافًا متعمّدًا وليس إطلاق نار عشوائيًا، محملة كيان العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة.

وأفادت أن الطواقم الطبية التابعة لها في قطاع غزة تعاملت مع 1,380 جريحًا، من بينهم 28 جثة، جميعهم أصيبوا أو قُتلوا في محيط مواقع توزيع المساعدات الإنسانية جنوب القطاع، وتحديدًا في خان يونس، خلال الأيام القليلة الماضية.

وأوضحت أن النوع السائد من الإصابات هو طلقات نارية مباشرة في الركب والسيقان والأقدام، وأن التشريحات الطبية أظهرت أن الرصاص أُطلق بهدف الإعاقة وليس الردع أو التفريق،مؤكدة أن هذا الاستهداف وقع داخل مواقع توزيع المساعدات، ما ينفي تمامًا احتمالية أن يكون إطلاق نار عرضيًا.

وأشارت المنظمة إلى أن هذا النمط من القتل والإصابة المُمنهجين يُمثّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، خاصة وأن المواقع التي وقعت فيها هذه الجرائم كانت معروفة بأنها مناطق توزيع مساعدات إنسانية، يفترض أن تكون محمية بموجب القوانين الدولية.

وفي خطوة استثنائية، طالبت “أطباء بلا حدود” بوقف آلية توزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي وصفتها بأنها “فخ موت” يُستخدم لاستدراج المدنيين العُزّل ثم إطلاق النار عليهم.

كما دعت المنظمة الدول المانحة إلى التوقف عن تمويل هذه المؤسسة، كونها تشارك فعليًا في إدامة نظام التجويع والإذلال الممنهج الذي يتعرض له سكان غزة.

وأكد البيان أن ما تشهده غزة حاليًا هو نظام تجويع مؤسسي وإهانة للكرامة الإنسانية، مشيرة إلى أن استمرار هذه الآلية يفاقم الأزمة، ويزيد من أعداد الشهداء والجرحى الذين يسقطون يوميًا وهم يبحثون عن لقمة عيش أو علبة دواء.

طالبت المنظمة بإعادة توزيع المساعدات الإنسانية إلى المنظمات الدولية المستقلة والموثوقة، مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني، ووقف الاعتماد على آليات التوزيع المرتبطة بكيان العدو الصهيوني أو المدعومة منه، مؤكدة أن هذه الآليات لا تحمي المدنيين بل تعرضهم للقتل المباشر.

تكشف إفادة “أطباء بلا حدود” واحدة من أخطر صور الإبادة البطيئة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة تحت الحصار والعدوان.

فبينما يفترض أن تمثل المساعدات الإنسانية بارقة أمل، تحوّلت إلى كمائن دموية يُستدرج إليها الجوعى والمحرومون ثم يُستهدفون بوحشية.

وفي ظل هذا الواقع المظلم، تزداد المطالبات الدولية بوقف هذه الآلية الإجرامية، والضغط على كيان العدو الصهيوني للسماح بدخول المساعدات بطريقة آمنة ومحايدة تحفظ ما تبقى من الكرامة والحق في الحياة للفلسطينيين المحاصرين.