بأيديهم يصنعون الأمل.. مبادرة مجتمعية لشق طريق في ريمة تمتد لأكثر من 7 كيلومترات
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
4 أغسطس 2025مـ 10 صفر 1447هـ
في واحدة من أروع صور التكافل والتلاحم الشعبي، جسّدت محافظة ريمة نموذجاً عملياً للجهد المجتمعي التطوعي، من خلال مبادرة أهالي عزلة الحدادة بمديرية الجبين، الذين أطلقوا مبادرة ذاتية لشق طريق حيوية بطول يزيد عن سبعة كيلومترات، بعد معاناة طويلة مع العزلة الجغرافية وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
المبادرة التي أُطلقت بدعم من المغتربين وسكان المنطقة، وبإشراف لجنة مجتمعية شكلها الأهالي، وعُرضت في برنامج نوافذ على قناة المسيرة اليوم الاثنين، تهدف إلى التخفيف من معاناة المرضى وكبار السن والنساء الحوامل الذين كانوا يقطعون مسافات شاقة للوصول إلى أقرب مركز طبي أو طريق معبّدة.
وَبِتَكاليفَ تَجاوَزَت 50 مليون ريال، استمرَّت مَراحِلُ العمل على الطريق على مَدار عام كامل، رَغمَ الصِّعوباتِ وشحِّ الإمكانيات.
وأظهَرَت المُشَاهدُ المُصَوَّرة جهوداً كبيرةً بَذَلَها الأهالي، حيث عملَ الرِّجالُ والشبابُ وحتى الأطفالُ في بناء الجدران الساندة وتجهيز الطريق، مع توقفٍ بسيطٍ خلال شهر رمضان وأيام العيد فقط.
وأكد عددٌ من القائمين على المشروع أن استمرارية العمل تطلَّبَ توفير دعمٍ إضافيٍّ من الديزل والإسمنت لحماية الطريق من عوامل الانجراف، خاصةً مع قرب موسم الأمطار.
كما طالبوا الدولةَ والجهاتِ المختصة بضرورة دعم هذه المبادرة المجتمعية، من خلال استكمال بناء الطريق وإنشاء مدرسة ثانوية تخدم أبناء المنطقة، الذين حُرموا من التعليم لعقود.
وناشَدَ القائمونَ عليها قيادةَ المحافظة بتسخير الإمكانيات المتاحة لاستكمال الطريق إلى المرحلة الرابعة نحو القرى الأخرى على ذات المسار.
وتعد محافظة ريمة من الأولى على مستوى الجمهورية اليمنية من حيث المبادرات المجتمعية خلال الأعوام السابقة، ما يعكس مقدار التكافل والتعاون بين أبنائها ووقوفهم سندًا إلى جانب الدولة في هذه المرحلة المفصلية وما تعانيه من شح الإمكانات والموارد، إثر العدوان والحصار على شعبنا اليمني منذ 2015م.
مشروع طريق الحدادة نموذجًا ملهمًا لمئات المبادرات المجتمعية التي تشهدها ريمة في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، والتي أثبتت أن روح التعاون والتكاتف بين المواطنين كفيلة بتحقيق إنجازات عظيمة في ظل شح الإمكانات وغياب الدعم الحكومي الكافي.
ووجه التقرير رسالةً واضحةً من أبناء ريمة إلى الجهات الرسمية، يدعون فيها إلى الالتفات الجاد إلى هذه المشاريع الشعبية، التي لم تقتصر على تحقيق إنجاز خدمي فحسب، بل عبّرت عن روح المواطن اليمني المقاوم والمبادر، الذي يثبت في كل ميدانٍ أنه العمود الفقري للنهضة والتغيير.