العميد الزبيدي: العمليات اليمنية رسالة واضحة للمغتصبين الصهاينة بأنهم ليسوا في مأمن
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
26 يوليو 2025مـ 1 صفر 1447هـ
تقارير || هاني أحمد علي
أكّد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد عبدالغني الزبيدي، أن الارتفاع النوعي في وتيرة العمليات الإسنادية اليمنية ضد الكيان الإسرائيلي، والتي شملت أهدافاً موزعة على الخضيرة جنوب حيفا، بئر السبع، ثم أم الرشراش في أقصى جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، يمثل فعلًا استراتيجيًّا ذا دلالات عميقة.
وأشار العميد الزبيدي في تصريح خاص لقناة “المسيرة”، اليوم السبت، ضمن برنامج التاسعة صباحاً، إلى أن أكثر من نصف مساحة الكيان الإسرائيلي باتت تحت مرمى النيران اليمنية، مما يعيد تعريف قواعد الاشتباك في المنطقة.
وأوضح أن التوزيع الجغرافي للأهداف، من الخضيرة شمالاً إلى أم الرشراش جنوباً، ليس عشوائياً بل هو جزء من معركة تهدف إلى إيصال رسالة واضحة للمغتصبين الصهاينة بأنهم “ليسوا في مأمن”، سواء في العمق الصهيوني أو في المناطق التي قد يعتبرها العدو آمنة، مبيناً أن هذا التوزيع يحمل أبعاداً ودلالات نفسية وسياسية، مؤكداً أن الجغرافيا الفلسطينية المحتلة بأكملها أصبحت “تحت مرمى وقدرة قدراتنا العسكرية، سواء الصاروخية أو الطائرات المسيّرة”.
ولفت الخبير العسكري إلى الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بئر السبع، المستهدفة في إحدى العمليات، التي وصفها بأنها “مهمة للكيان الإسرائيلي من ثلاث اتجاهات”:
عسكرياً: تحتوي على مقرات وقواعد عسكرية ومعسكرات حيوية.
نووياً: تقع على بعد 30 كيلومتراً من مفاعل ديمونا النووي.
تكنولوجياً:توصف بأنها عاصمة الأمن السيبراني والتكنولوجيا للكيان، وتضم حديقة تكنولوجية ومجمعاً استخباراتياً به مراكز لشركات تكنولوجيا عالمية كـ “مايكروسوفت”.
وأضاف أن استهداف هذه المنطقة المتنوعة عسكرياً، نووياً، وتكنولوجياً يؤكد أن اليمن يمتلك “بنك أهداف واضح ومعلوم” وقدرة على الوصول إليه، وأن رسالة اليمن واضحة: “كل المناطق في الأراضي المحتلة لن تكون في مأمن”.
وشدّد العميد الزبيدي على أن المعركة ستظل مستمرة “بفاعلية وبكثافة وبشكل غير مسبوق” مشيراً إلى أن اليمن يمتلك “قدرات تطوير الأسلحة المتجاوزة للمنظومات الدفاعات الجوية بشكل أكثر مما هو حادث”، وقد تشمل الخيارات التصعيدية مناطق أخرى “سواء في جغرافيا فلسطين أو في غيرها”، مؤكداً أن تصريحات القيادة اليمنية ليست مجرد “حرب نفسية” بل هي “حرب نفسية صادقة مع قدرات عسكرية”.
وتطرق إلى التهديدات الصهيونية المستمرة، مثل ما ذكرته القناة الرابعة عشرة العبرية عن إكمال المؤسسة الأمنية لخطة هجومية موسعة في اليمن، موضحاً أن هذه التصريحات تندرج في إطار “الحرب النفسية في المقام الأول”، منوهاً إلى أن العدوّ الإسرائيلي “لا يمتلك أهدافاً عسكرية في اليمن وليس لديهم رؤية فيما يتعلق بالعمل العسكري مع اليمن”.
واستبعد الخبير العسكري، سيناريوهات مثل حرب الاستنزاف بسبب “طول المسافة والجغرافيا المعقدة لليمن”، وكذلك الضربات الجوية المحدودة التي “لم تحقق شيئاً وجربها الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني من قبل”، أما “الضربات الذكية” مع التضخيم الإعلامي لخلق انطباع بالردع، فيرى أنها أيضاً “مستبعدة ومستحيلة” في ظل العمل الاستخباراتي اليمني، محذراً من أن أية حماقة إسرائيلية باستهداف الأعيان المدنية في اليمن، كما فعلوا في غزة، مبيناً أن ذلك سيجعلهم “يدفعون ثمناً كبيراً”، وستدفع الولايات المتحدة الأمريكية الثمن أيضاً.
وقال العميد الزبيدي: إن الحراك الشعبي اليمني، والمظاهرات المليونية التاريخية، تعقد المشهد أمام العدو الصهيوني، وتعزز من جبهة اليمن الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن التجربة السعودية والأمريكية الفاشلة في التعامل مع الملف اليمني تمنح الكيان الإسرائيلي دروساً حول صعوبة المواجهة.
ونوه إلى قدرة اليمن على إسقاط الطائرات المسيّرة المتطورة، مثل “الإم كيو 9” الأمريكية، ما يؤكد أن أية محاولات للاختراق ستكون “مردودة على أصحابها”، مضيفاً أن الرد اليمني لن يقتصر على الكيان الصهيوني، بل سيشمل أيضاً الدول الإقليمية التي تدعم كيان العدوّ.
واختتم الزبيدي بالقول: “إن اليمن رغم البعد الجغرافي، جاهز وحاضر لمواجهة أي تصعيد، وإن القيادة الثورية والقوات المسلحة اليمنية لا تصدر بيانات عن خيارات تصعيدية إلا وهي على دراية تامة بقدراتها وتأثيرها”، مؤكداً أن هذه الأنظمة (الداعمة لإسرائيل) أصبحت تعادي محور المقاومة الذي يتصدر المواجهة.