أبو عزة: غزة تُباد جوعاً وقصفاً والأنظمة العربية شريكة بالصمت والحصار
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
23 يوليو 2025مـ 28 محرم 1447هـ
حذّر الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة من تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، ومخاطر استمرار الخذلان والحصار العربي.
وفي حديث لقناة “المسيرة”، اليوم الأربعاء، قال أبو عزة: “نحن أمام سياسة متعمدة من كيان العدو الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني، عبر استخدام التجويع والتعطيش كأسلحة حرب”، مؤكدًا أن “من لم يمت بالقصف، يموت الآن جوعًا أو قهرًا”.
وأوضح الباحث الفلسطيني أن سكان غزة البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة يعانون أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، ولا يجدون قوت يومهم، ولا قدرة لديهم على الوصول إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل غياب تام للمجتمع الدولي وتقاعس العالم العربي والإسلامي عن القيام بمسؤولياته.
وأشار إلى أن “أمهاتٍ مرضعاتٍ لا يجدن طعامًا ليُدرَّ الحليب لأطفالهن، وأطفالًا لا يأكلون إلا وجبةً واحدةً عبارةً عن فتاتٍ، وآباءً يتنازلون عن حصصهم من الطعام ليبقى أولادهم على قيد الحياة”.
كما تحدث عن مشاهد مأساوية لعائلات بأكملها لم تأكل منذ أيام، وعن أطفال تحوّلوا إلى هياكل عظمية، نتيجة نقص الغذاء الحاد، مؤكدًا أن “ما يحدث في غزة هو محرقة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة”.
وانتقد الخذلان العربي والإسلامي”، قائلًا: “ما يزيد الألم أن هذا الشعب يُذبح أمام أعين أبناء جلدته، ولا أحد يجرؤ على وقف شلال الدم، أو فتح معابر الحياة”.
وفي معرض حديثه، وجّه الباحث الفلسطيني تحية خاصة إلى الشعب اليمني، الذي قال إنه “وقف مع المظلومين في غزة منذ اليوم الأول للعدوان”، معبرًا عن تقديره لكل الأحرار في العالم.
وحول بيان الأزهر الشريف الذي سُحب بعد إصداره، قال : “كان من المفترض أن يكون الأزهر منارة في وجه الظلم، لكن انسحاب البيان وتبريره بحجج واهية تحت ذريعة إتاحة المجال للمفاوضات شكّل صدمة مؤلمة لا تليق بالمكانة الدينية والعلمية لهذه المؤسسة”.
ودعا أبو عزة علماء المسلمين وزعماء العرب والبرلمانات الإسلامية وكل من يملك ضميرًا حيًا إلى الإضراب عن الطعام دعمًا لأطفال غزة وإيصال صرختهم للعالم، مشددًا على أن “الصمت لم يعد مقبولًا، وأن الحياد في وجه الجريمة خيانة للإنسانية”.
وخلص أبو عزة حديثه برسالة قوية: “اليوم، العالم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تكون إنسانًا أو لا تكون. إما أن تصرخ في وجه الظلم، أو تبقى متواطئًا بصمتك”.