الخبر وما وراء الخبر

غزة: شهداء في مراكز توزيع المساعدات واستهداف متصاعد للنازحين وسط حصار خانق

2

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

17 يوليو 2025مـ 22 محرم 1447هـ

أفادت مراسلتنا من قطاع غزة، دعاء روقة، في حديثها لقناة “المسيرة”، بأن طائرات كيان العدو الصهيوني شنت صباح اليوم، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متعددة في مدينة غزة، كان أبرزها غارات على تجمعات للمواطنين ورجال تأمين المساعدات الإنسانية شمال غرب القطاع.

وأوضحت روقة أن الغارة الأولى استهدفت تجمعاً للمواطنين قرب محطة الحلوي للبترول في حي النصر، وأسفرت عن استشهاد مواطنين اثنين وعدد من الجرحى، تلتها غارتان إضافيتان على ذات المنطقة، استهدفتا تجمعاً لرجال تأمين المساعدات، ما أدى إلى استشهاد تسعة من هؤلاء الرجال حتى اللحظة، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.

وأشارت إلى أن هؤلاء الشهداء كانوا يعملون على تأمين دخول شاحنات مساعدات محدودة عبر موقع “زكيم” العسكري، وهي مبادرة أهلية يقوم بها وجهاء العشائر والعائلات الكبرى لتأمين عبور بعض الطرود الغذائية والمكملات الغذائية إلى مخازن المؤسسات الدولية، لكن كيان العدو الصهيوني “لا يريد لهذه المساعدات أن تصل إلى مستحقيها”.

كما أكدت أن طائرات العدوّ استهدفت بشكل مباشر مدرسة أبو حلو في مخيم البريج، التي تؤوي عدداً كبيراً من النازحين، ما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين وإصابة العشرات، إثر قصف أحد الفصول الدراسية بطائرة انتحارية.

وفي استهداف آخر، ارتقى ثلاثة شهداء إثر غارة على شقة سكنية قرب مدرسة الإمام الشافعي في حي الزيتون جنوب شرق غزة، بينما استشهدت عائلة كاملة مكوّنة من سبعة أفراد – الأب والأم وخمس من بناته – في قصف مباشر لمنزلهم في جباليا البلد شمال القطاع.

وتواصل القصف أيضاً على بلدة المصدر وسط القطاع، ومخيم النصيرات، بالإضافة إلى أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، وجباليا النزلة شمالاً، حيث أقدم العدوّ على تنفيذ عمليات “نسف ممنهج” للأحياء والمربعات السكنية.

وأكّدت المراسلة أن المشهد ذاته تكرر في وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع، التي شهدت كثافة في عمليات القصف ونسف البنى التحتية، وسط كارثة إنسانية متفاقمة تجاوزت المئة يوم من الإغلاق الكامل لمعابر قطاع غزة.

وقالت إن كيان العدو الصهيوني يتحكم بشكل كامل بفتح المعابر وإدخال المساعدات، ويسمح فقط بدخول كميات محدودة جداً من الإغاثة الإنسانية، ويمنع وصولها إلى مخازن المؤسسات الدولية كالأونروا، في محاولة منه لفرض توزيعها عبر مراكز أنشأها الاحتلال منذ 27 مايو الماضي، بإشراف شركات أمنية أمريكية.

وأضافت أن 25 شهيداً ارتقوا أمس، أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات في هذه المراكز، حيث استخدم جنود أمريكيون الغاز السام، وأُطلقت النار تجاه الجموع، ما أدى لاستشهاد العديد منهم اختناقاً أو برصاص مباشر.

وشدّدت مراسلتنا بالقول إن سياسة التجويع المتعمدة، والقيود المفروضة على المساعدات، والقصف الممنهج لمراكز الإيواء والتجمعات المدنية، تؤكد أن كيان العدوّ الصهيوني يعمل على تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وإفشال كل محاولات الإغاثة الأهلية أو الدولية.