الخبر وما وراء الخبر

باحث عسكري يؤكد: لا سلام مع الكيان بل استسلام… والمشروع الكردي يترنح

3

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

12 يوليو 2025مـ 17 محرم 1447هـ

رأى الخبير في الشؤون العسكرية العميد عمر معربوني، أن التحولات الجيوسياسية الجارية في الإقليم تشير إلى تراجع فرص مشروع “كردستان الكبرى”، رغم الدعم الذي تلقته قوى كردية معينة من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الوقائع على الأرض لا تسمح بتحقيق مثل هذا المشروع الانفصالي.

وفي حديثه للمسيرة أوضح معربوني أن حزب العمال الكردستاني لم ينجح في تشكيل حالة جامعة للهوية الكردية، لا في تركيا ولا في العراق، موضحًا أن الوضع في إقليم كردستان العراق معقّد، والعلاقة بين الأكراد في سوريا والعراق وتركيا تعاني من تصدعات بنيوية تحول دون صياغة مشروع موحد.

وأكّد أن الدعم الأمريكي والإسرائيلي للمشروع الكردي الانفصالي كان واضحاً، مشيرًا إلى أن “الموساد الإسرائيلي عمل بشكل نشط داخل بعض المناطق الكردية، وساهم في دعم مجموعات بعينها، بعضها كان يستهدف الداخل السوري عبر تنسيق مع قوى أجنبية.

ولفت إلى أن العلاقة المتأرجحة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودمشق تشهد تحولات، خصوصاً في ضوء ما يطرح حول اتفاقات جزئية أو تفاهمات أمنية، مبينًا أن بعض قوى قسد بدأت تعيد النظر في علاقتها بالحكومة السورية في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة، ووجود ضغوط أمريكية متواصلة.

وأشار معربوني إلى أن مشروع “كردستان الكبرى”، الذي يضم مناطق من العراق وإيران وسوريا وتركيا، لم يعد مطروحاً واقعياً؛ بسبب تشظي البيئة الكردية سياسياً، وافتقارها إلى قاعدة شعبية موحدة.

وحذر من أن الضغط العسكري والسياسي في بعض المناطق قد يؤدي إلى انتفاضات اجتماعية داخلية، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، محذراً من أن أي خطوات انفصالية ستُقابل برفض شعبي وإقليمي واسع.

واختتم معربوني حديثه بالتأكيد على أن ما يُطرح من “سلام أمريكي إسرائيلي” في المنطقة ليس سوى محاولة جديدة لفرض “الاستسلام” وليس إحلال “السلام العادل والشامل”، مشدداً على أهمية استعادة العرب زمام المبادرة في تحديد مستقبلهم السيادي.