بعيدون عن مستوى المأساة
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
6 يوليو 2025مـ – 11 محرم 1447هـ
بقلم// أمةالملك قوارة
سياسة التطبيع ، التأقلم مع الوضع ، العيش ضمن قانون المسلمات به ! أن تكون اللوحة ممزوجة الألوان ألوان الدماء يغزوها ظل الموت وتُنّكه كل يوم بأصناف الدمار بينما يظل من يشاهد تلك اللوحة جامدا ومستسلما، هذا ما ينتهجه العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الأمريكي ، نعم لقد أثروا فينا ليجعلونا نُسلم بالأحداث نعيش الكوارث والمآسي ولكن دون معرفة ما يجري ودون الشعور بحجم الحدث وهذا ما يحصل في غزة خاصة وفلسطين عامة فبالأمس يموت شخص ويُغتال آخر وتُؤسر امرأة ويضرب طفل حتى الموت ، واليوم تأتي طائرات الإجرام لتقصف مخيمات يعيش فيها الآلاف وتحرق معها الأجساد حتى التفحم ويحاصر المئات حتى الموت جوعا وتدك آلاتهم مئات الهكتارات لتمحى معها كل معالم الحياة، ماهو الموقف العربي والإسلامي؟ ماهو شعورهم ، مامدى تأثرهم بما يحصل ، هل هناك موقف !
أصبح العالم أجمع يعش الحدث دون مستواه، وبينما اللوحة تتغير كل يوم وتظل الأعين شاخصة نحو الجريمة الإنسانية البشعة دون موقف يرتقي إلى مستوى التغيير ، بل ماهو أسوء من ذلك مؤخرا جعلتنا الأحداث نستنتج مدى انحياز البعض للطرف المجرم، في تجرد واضح عن كل معالم الدين، السؤال يبقى في إطار الصدمة والاستغراب لمَ هذا مالذي يحصل؟ ونجد الإجابة واضحة؛ إن سنوات الحرب الإعلامية والعداء الذي انتهجته إسرائيل تجاه الحركات المناوة في ظل البعد عن منهج القرآن، الذي قدم رؤية واضحة عن طبيعة العداء مع اليهود والنصارى ومدى تأصله فيهم هذه العوامل أتت ثمارها الآن وأظهرت ملامح تنصيب العداء لحركة حماس ومحور المقاومة وإيران في انحراف تام للبوصلة من ضعيفي الوعي منعدمي البصيرة ممن ينتمون إلى العرب والإسلام .
وبينما تستباح الأمة في مقدساتها وابنائها ونسائها وأطفالها ، هناك من هو مُولع بالتطبيع وتقديم الأعذار للعدوان وتجاهل كل ما يحصل في غزة، فهاك شيخ الشياطين وزعيم رابطة الانحراف الإسلامي محمد العيسي ، يصل إلى الجامعات الصهيونية ليخبرهم أن الحرب والتوافق شيء مسلم به وهو من الضروريات ولم ينطق ببنت شفاه عن غزة أو بدا تلميحٌ عن استياء . وهنا نصل إلى نقطة تحليلية وهي هل يدركون من يتجاهلون ما يحصل ويطبلون طاعة للكيان الصهيوني هل يدركون أنه أن وصلت إليهم مخططات العدو الصهيوني وقد وصل أغلبها ! أنه لن يرحمهم وإن ما حصل في أطفال غزة سيحصل أضعافه لأطفالهم مالذي يمنعه أو يردعه عن فعل ماهو أسوء من ذلك وقد اتضحت خططه للعلن في إقامة دولة إسرائيل العظمى المترامية الأطراف ، ومع وضوح الرؤية تعمى البصائر وتموت القيم ، وتدفن الضمائر هذا ما تعانيه مختلف الشعوب العربية “البعد عن مستوى المأساة وحقيقة الأحداث والركون إلى العدو”